لا يمكن لأي متابع للعلاقات السعودية الباكستانية إلا ان يكتشف دون عناء او مشقة انها علاقات أخوية جيدة, وآخذة في التطور والنمو مع مضي الوقت في مجالات وميادين عديدة, فلا شك في ان العلاقات بين البلدين قوية ومتميزة وقابلة للتطوير والتحديث الى الأفضل دائما, وهما يسعيان لنصرة قضايا الإسلام والمسلمين, وكذلك يسعيان لمكافحة ظاهرة الإرهاب, واحتوائها سواء داخل حدودهما, أو السعي لمكافحة تلك الظاهرة عبر التنسيق مع أي جهود دولية وهذا يعني ان العلاقات بين البلدين الصديقين ذات خصوصية وتميز ليس في هذا العصر فحسب, وانما العلاقات بينهما متجدرة في عمق التاريخ, فالبلدان تجمعهما سمات عديدة لعل أهمها التمسك بتطبيق مبادىء وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة والرجوع اليها في كل حالة, ولا شك في ان تلك العلاقات بين البلدين تزداد رسوخا وتناميا بمضي الوقت, رغم الترويج من بعض الأوساط الإعلامية المغرضة في محاولة يائسة لزعزعة تلك العلاقات. محاولات فاشلة ولا شك في ان تلك الأوساط يهمها تفتيت تلاحم المسلمين ومحاولة المساس بوحدتهم وهدفهم المشترك, وكل ذلك يصب في قنوات مصالح اعداء العقيدة الإسلامية, وأعداء المسلمين, ولا شك في انها محاولات فاشلةو فالبلدان حريصان على دعم القضايا الإسلامية العادلة, كما انهما حريصان كذلك على العلاقات الثنائية بينهما, لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية, وقد بحثت الأوساط السياسية بين البلدين في مناسبات عديدة تداعيات الصراع الحاصل بين باكستانوالهند ومحاولة الخروج منه بأفضل السبل الكفيلة باحتوائه بما يحفظ السلم والأمن بين البلدين, ومن جانب آخر فان المملكة وباكستان تطمحان لحل قضية شعب كشمير المسلم بما يؤدي الى حفظ حقوقه, ويحفظ سيادته على أرضه ويحفظ حرية وكرامة ابنائه فالمساعي السعودية والباكستانية تصب في روافد هذه القنوات, وتدعوان العالم الى تأييد تلك المساعي الحميدة سواء من خلال المنظومة الدولية وسائر دول العالم المحبة للحرية والعدل والسلام وكما ان المملكة وباكستان تتعرضان من حين لحين لحملات إعلامية مغرضة حول دعمهما للإرهاب وتلك اقاويل باطلة لا صحة لها, فثمة تحالف بين البلدين لمكافحة الإرهاب والسعي لتقليم اظافر رموزه في كل مكان. حوار مباشر لقد طرحت المملكة وباكستان فكرة الحوار المباشر لتسوية الأزمة الكشميرية, على أسس عادلة ودائمة وما زالت الجهود تبذل في هذا الصد على أكثر من صعيد, وتلك استراتيجية في سياسة البلدين منذ نشوء الأزمة.. وقد طرحت في أكثر من محفل دولي.. كما ان البلدين يحبذان الجنوح الى المفاوضات الباكستانيةالهندية لإنهاء الأزمة العالقة والوصول الى سلام حقيقي والابتعاد عن الحروب التي لم تخلف إلا الدمار والوبال على الباكستانيين والهنود كما حدث خلال الحروب الثلاثة الماضية بينهما والتي كادت ان تأتي على الأخضر واليابس في البلدين, والحالة القائمة تستدعي انهاء الأزمة الكشميرية بطرق سلمية, والأفضل عرضها أمام المنظومة الدولية او محكمة العدل الدولية لتسويتها بشكل نهائي وحاسم, فصحيح ان الجهود السلمية التي بذلتها الولاياتالمتحدة ساعدت على تهدئة الوضع في كشمير إلا انها لا تمثل الحل النهائي لأزمة قابلة للانفجار في أية لحظة. ولا شك في ان الدول الإسلامية والعربية مطالبة ببذل جهود أكبر لدعم القضية الكشميرية خاصة في مجال الإعلام حيث يجهل كثير من الناس كفاح الشعب الكشميري في سبيل الحصول على حقوقه المشروعة, من جانب آخر فان باكستان والمملكة شريكان في مكافحة الارهاب, رغم ما يلصق بهما جورا وعدوانا من انهما يدعمان الإرهاب. ملفات ساخنة ان زيارة سمو ولي العهد لباكستان فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر حول ملفات عديدة تهم البلدين والشعبين لاسيما تلك الملفات الساخنة الخاصة بالإرهاب, والأزمتين العراقية والفلسطينية, فالمملكة وباكستان يمثلان رؤى متجانسة ومتطابقة حيال معالجة تلك الملفات, فالرياض وإسلام أباد مهتمتان بالشأن العراقي ويتطلعان الى اليوم الذي يتمكن فيه العراقيون من إدارة شؤونهم بأنفسهم كما انهما يتطلعان الى انفاذ كافة الجهود الدولية الساعية الى احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بالعودة الى منطوق الشرعية الدولية وتطبيق القرارات الأممية ذات الشأن بالأزمة الفلسطينية والأزمتين السورية واللبنانية, كما ان المملكة وباكستان تعملان معا لمكافحة ظاهرة الإرهاب داخل حدودهما, واينما وجدت هذه الظاهرة بالتنسيق مع مختلف الجهات لاحتواء هذه الظاهرة وملاحقة رموزها فالزيارة الحالية التي يقوم بها سمو ولي العهد لإسلام أباد تتسم بأهمية خاصة بحكم أهمية الملفات المطروحة أمام القيادتين, وأهمية التشاور والتنسيق حول مختلف نقاطها العريضة بكل تفاصيلها وجزئياتها, ويهم البلدان التواصل الى حلول ناجعة لتلك الأزمات التي تهم العرب والمسلمين على حد سواء. تسوية عادلة كما ان المملكة وباكستان متفقتان حيال القضية الكشميرية العادلة ويهمهما الاعتماد على قرارات الأممالمتحدة حيال تسوية هذه القضية التي تعطي لشعب الكشميري الحق في تقرير مصيره, كما ان البلدين يتفقان على أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات الهنديةالباكستانية. ولا شك في ان الرياض مهتمة للغاية بنزع فتيل الخلاف الحاصل بين الهندوباكستان وتحاول استخدام علاقاتها الجيدة بين البلدين لمعالجة الأزمة فالدور السعودي له أهميته الخاصة بالنسبة لهذه الأزمة التي يمكن حلها بطرق سلمية دون اللجوء الى خيار الحرب الذي ما فتىء يبرز بين حين وحين. علاقات تقليدية ان زيارة سمو ولي العهد لاسلام أباد سوف تؤدي الى تجذير وتعميق العلاقات السعودية الباكستانية فهي علاقات تقليدية الى جانب انها كذلك علاقات روحية تستمد قوتها من أواصر الدين الإسلامي, ودعوة العقيدة لتلاحم المسلمين وتضامنهم في كل الحالات. تفعيل الاتفاق من ناحية ثانية فان الزيارة سوف تؤطر لأوجه علاقات بين البلدين في مسارات يمكن دعمها وتطويرها كالعلاقات في المجالين الاقتصادي والتجاري, وبين البلدين مشاورات سابقة في المجالين معا وفقا للجان المشتركة بين البلدين والتي بحثت في امكانات وجود مجالات اقتصادية وتجارية عديدة, والأمل كبير في تعزيز التعاون وتوسيع نطاقه ليشمل مجالات عديدة تحقق مصالح البلدين والشعبين وتعود بمنافع عميقة عليهما, فصحيح ان باكستان تشتري كميات كبيرة من النفط السعودي سنويا لكن الحاجة ضرورية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وكذلك البحث في مجال التعاون في حقول الاستثمار وفقا لما تم عليه الاتفاق المنبثق عن اللجنة السعودية الباكستانية المشتركة في دورتها الخامسة التي عقدت في اسلام أباد عام 1999م.