اكد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في كلمة ألقاها امام قمة منظمة المؤتمر الاسلامي امس على ان امتنا الاسلامية امة تدعو الى السلام لا العنف وتعمل من اجل التعاون لا المواجهة ، وتهدف الى ان تكون امة صداقة لا صدام ، مشيرا الى ان دين الله بريء من الارهاب والكراهية ، داعيا الامة الاسلامية التي تكمن الازمة فيها في خللها الفكري والسياسي والاقتصادي الى عدم السماح لشرذمة قليلة منحرفة من الارهابيين بالاساءة الى الاسلام وتشويه صورة المسلمين. واكد سموه على ان المملكة العربية السعودية ستكون اول دولة تقدم الدعم المالي لتعزيز الموارد المالية للبنك الاسلامي من اجل تشجيع التبادل التجاري بين الدول الاسلامية. ولم ينس سموه تجديد دعم المملكة العربية السعودية الى اشقائنا في العراقوفلسطين مطالبا بضرورة حصولهم على استقلاله الكامل من اجل ان تعيش شعوبهم بامن وسلام. وتاليا نص الكلمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين. دولة الاخ الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا رئيس المؤتمر. أيها الاخوة قادة العالم الاسلامي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لى أن أنقل اليكم تحيات أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتحيات الشعب السعودي كما يسرنى أن أتقدم بالشكر الجزيل الى ماليزيا الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على ما لقيناه من كرم الضيافة وحسن الوفادة وما لمسناه من اعداد محكم لهذا المؤتمر. أيها الاخوة .. اننى أرى أن الازمة التى تمر بها أمتنا الاسلامية تكمن فى خلل فكرى وخلل اقتصادى وخلل سياسى يتطلب التعامل معها شجاعة وحكمة واستذكارا دائما لقوله تعالى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وأسمح لنفسى أن أطرح أمامكم تصورى للحلول المطلوبة انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة" . ان الخلل الفكرى نابع من أداء الغلو وما يؤدى اليه الغلو من تطرف وما يقود اليه التطرف من ارهاب فدين الله برىء من الكراهية برىء من الارهاب انه دين الرفق والرحمة والتسامح ويجب ألا نسمح لشرذمة قليلة منحرفة من الارهابيين بالاساءة الى الاسلام وتشويه صورة المسلمين. ان الرصاصات التى تقتل النساء والاطفال وتروع الامنين وتخرب المجتمعات لا تنطلق من البنادق بقدر ما تنطلق من فكر منحرف أساء فهم ديننا العظيم ومقاصده النبيلة. ان الفكر لا يحارب الا بالفكر والكلمة لا تقاومها سوى الكلمة ومن هنا فاننى أدعو الى اعطاء المؤتمر الادوات الفكرية اللازمة للتصدي لفكر الغلو والارهاب ولتصحيح المفاهيم الخاطئة ولايضاح الطريق أمام شباب الاسلام وذلك عن طريق توسيع اختصاصات مجمع الفقه الاسلامى الذى أنشيء بقرار تاريخي من هذا المؤتمر وقد تقدم وفد المملكة بصيغة محددة للتعديل المطلوب أرجو أن تحظى بموافقتكم. أيها الاخوة.. يكمن الخلل الاقتصادى فى عجز دولنا عن مواكبة المتغيرات الاقتصادية السريعة التى يشهدها العالم وفشلها فى تحرير الاقتصاد بحيث يتمكن من النمو السريع وايجاد فرص عمل جديدة للملايين من الشباب الاسلامي الذي يدخل سوق العمل كل سنة. ليس من شأن مؤتمرنا وضع الخطط الاقتصادية لاعضائه ولكنه يستطيع أن يدفع عجلة التنمية الى الامام بتشجيع التبادل التجاري بين الدول الاسلامية ورفعه من مستواه المتواضع الحالى الى المستوى الذى نتطلع اليه جميعا. وفى هذا المجال يسرنى أن اقترح تعزيز الموارد المالية للبنك الاسلامي والمخصصة لتمويل الصادرات بين الدول الاعضاء وضمانها كما يسرنى أن أعلن أن المملكة يسعدها أن تكون أول دولة تقدم الدعم المالي لتشجيع التبادل التجارى بين الدول الاعضاء وسوف تبادر الى الاتصال بمجلس محافظى البنك لبحث تفاصيل هذا الدعم. أيها الاخوة الاعزاء .. أما الخلل السياسى فيتضح لى فى ظاهرتين أساسيتين الاولى هى فشلنا فى حل قضايانا السياسية فيما بين دولنا الاسلامية والقضايا السياسية بين الدول الاسلامية وغير الاسلامية والثانية هى فشلنا فى التعامل مع الاخر على أساس سليم .. اننا أمة بالسلام لا العنف والتعاون لا المواجهة والصداقة لا الصدام ومع ذلك فالصورة الشائعة عنا لدى الاخرين بعيدة كل البعد عن الواقع. اننى أقترح على مؤتمركم الموقر تشكيل لجنة مصغرة لا يزيد عدد أعضائها على خمسة من بين رؤساء الوفود تسمى " لجنة السلام الاسلامية " واقترح أن يوكل اليها بحث القضايا المعلقة بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين والاخرين. أيها الاخوة .. لا بد فى ختام حديثى أن أشير الى قضيتين أساسيتين هما قضية أشقائنا فى فلسطين وقضية أشقائنا فى العراق. لا يزال اخواننا فى فلسطين يعانون أبشع أنواع الاحتلال المصحوب بالقمع والعنف رغم التزامهم بالسلام خيارا لا رجعة فيه وبخارطة الطريق التى أقرها المجتمع الدولى ولا يراودنى أدنى شك أن مؤتمرنا لن يقصر فى تقديم الدعم المادى والمعنوى للشعب الفلسطينى حتى يتمكن من الحصول على حقوقه المشروعة وفى مقدمتها حقه فى اقامة دولة الفلسطينيين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . كما أننا ندعو المجتمع الدولي للوقوف بحزم مع الشعبين السورى واللبنانى فى مواجهة أى عدوان اسرائيلى عليهما. أما أشقاؤنا فى العراق فيمرون بمرحلة انتقالية مؤلمة بين نظام سقط وانتهى ونظام لم يبدأ بعد .. ان الواجب يقتضى أن نمد يد العون والمساعدة فى ظل مجهود دولى جماعى يمكن العراق من الخروج من محنته ويعود دولة عربية مسلمة حرة مستقلة تضمن لكل أبنائها العيش فى سلام ومحبة وتعيش فى ظل التعاون والوئام مع جيرانها. أيها الاخوة .. أشكركم وأتمنى للمؤتمر النجاح والوصول الى القرارات المطلوبة وما التوفيق الا من عند الله عليه توكلنا واليه ننيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سمو ولي العهد خلال الجلسة الختامية للقمة القمة الاسلامية يجب ان تواجه التحديات كما طالب سمو ولي العهد