السنوات الواحدة والعشرون التي مرت منذ أن بويع قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين ملكا على هذه البلاد شهدت سلسلة متلاحقة من الإنجازات التنموية العملاقة في مختلف ميادين النهضة ومجالاتها.. وبداية تلك الإنجازات توحي لأول وهلة بصحة مسيرة البناء وسلامته ذلك أن قائد هذه الأمة (حفظه الله) تيقن بحسه الذي استشرف به آفاق المستقبل أن نهضة هذه الأمة وازدهارها ورقيها أمور لا يمكن ان تتحقق بأي شكل من الأشكال بمنأى عن التعليم فبدأ عندما استلم أول حقيبة من حقائب المعارف حين بداية تشكيلها بوضع أول نظام للتعليم بالمملكة وهكذا كانت بداية النهضة صحيحة وقائمة على أسس وركائز سليمة للغاية ولعل أي مواطن يلحظ بعينيه المجردتين أن هذه البداية حققت أغراضها المنشودة عندما بدأت الدولة في وضع اللمسات الأولى لخططها التنموية الخمسية الطموحة فقد جاءت متزامنة مع أفواج الخريجين التي نهلت ما تمكنت من نهله من علوم ومعارف قامت بتوظيفها بطبيعة الحال في أدوات تلك الخطط وبرامجها الواسعة ولهذا أثمرت تلك الرؤى التي وضعها قائد هذه الأمة للتعليم النظامي وقتذاك والتي انعكست فيما بعد على مسالك النهضة الشاملة التي مورست على نطاق واسع. هذا التوجه الذكي الذي بدأ به خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) طرائق التنمية بمختلف مسمياتها وأبعادها وأغراضها التي حققت الكثير من مراتب الازدهار لهذا الوطن هو توجه صائب ذلك ان تقدم الأمم والشعوب ونهضتها في مسالك الرقي وطرائقه لا تتأتى دون الاهتمام بحركة تعليمية طموحة وهذا ما شغل فكر قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وهو ينظر في السبل الكفيلة بصناعة المستقبل الأفضل والأمثل لهذه الأمة التي شهدت خلال السنوات الفائتة سلسلة متلاحقة من الإنجازات الباهرة في مختلف مجالات النهضة أدت إلى انتزاع إعجاب وتقدير وتثمين دول العالم بأسره. هذا الإعجاب يكمن في الفترة الزمنية القياسية المدهشة التي تحققت فيها هذه التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة وأمثلة هذه التنمية متعددة وذات اوجه مختلفة فلو ضرب مثل بمدينة الجبيل الصناعية لوجدنا صورة مشرقة من صور تنمية هي أقرب من المعجزة , فهذه المدينة التي تحولت اليوم إلى واحدة من كبريات الدول الصناعية في العالم كانت قبل سنوات قلائل مجرد صحراء قاحلة لا حياه فيها، كثبان من الرمل لم يكن أحد يتصور ان تتحول إلى حياة تعج بالحركة والتصنيع , ولعل وضع مقارنة عجلى لما كانت تعيشه اليوم يضع الجميع وجها لوجه أمام مثال ناصع من أمثلة تلك المعجزة الكبرى ذات الأوجه المتعددة في مدن عديدة من مدن المملكة. ويمكن قياس عدة أمثلة بهذا المثل الحي الذي عايشه الكثيرون من أبناء هذا الوطن وهذا هو السر الكامن في إعجاب العالم بهذه النهضة المتنامية التي تعيشها المملكة.. وقد تحقق ذلك في عهد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي شهد وما زال يشهد هذه القفزات الحضارية الكبرى في كل مجالات وميادين التنمية. فالإمكانات المالية سخرت لتهيئة طاقات الوطن البشرية حتى تتحمل مسؤولياتها الجسام و قد كان هذا التسخير في مكانه الصحيح لا سيما عند البداية الأولى للنهضة الشاملة حيث ارتبطت علاماتها البارزة بحركة تعليمية واعدة تمكن قائد هذه الأمة من قيادتها بوعي ملحوظ واستشراف دقيق لآفاق مستقبل سعيد ولاشك أن أبناء المملكة اليوم يجنون ثمار تنمية شاملة رسم تفاصيلها بمهارة عالية رجل دولة من الطراز الأول هو خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وقد مرت قبل أيام ذكرى بيعته المجيدة الحادية والعشرين من قيادته الحكيمة لدولة تمكن من صناعة انسانها وتهيئته للرقي بهذا الوطن وتنميته وازدهاره.