عندما نتحدث عن قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من الناحية الانسانية، ومدى ما يتمع به من خصال دينية زرعت في قلبه الكبير من خلال تربية اسلامية استقاها من بيت والده المؤسس ومجالسه العامرة الزاخرة بصفوة الرجال الذين صنعوا باشتراكهم مع الملك المؤسس مجد هذه الامة وسؤددها وقواعد نهضتها الحديثة، عندما نتحدث عن هذه الجوانب الانسانية في حياة قائد هذه الامة فان الحديث فيها يطول ويتشعب ويتفرع بشكل قد لا تكفي معه مجلدات واضابير مليئة بتلك المواقف العظيمة التي تجلت ومازالت تتجلى في حياته الحافلة بالعطاء. حكمة بالغة تلك المواقف الانسانية الكبرى يلحظها المرء ان تعمق في تلك المواقف في طرائق تربيته لانجاله، وقد شهدوا جميعا بحنو هذا الرجل وعطفه وابوته، فكان لطيفا معهم ومعلما في الوقت ذاته، فهو يأخذ في هذا المنحى تحديدا بالمقولة الشهيرة لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه. (لا تكن لينا فتعصر ولا يابسا فتكسر) وهي حكمة بالغة لا تتجلى في مجال تربيته (حفظه الله) لانجاله فحسب، وانما تتجلى ايضا في سائر معاملاته واحاديثه مع الناس، فهو شديد في المواقع التي تقتضي استخدام الشدة ولين في المواقع التي لا يجوز فيها استخدام الليونة، وهذه صفة تظهر حتى في المواقف الصعبة التي مرت بها الدولة، بما يعكس بوضوح انسانية الملك فهد بن عبدالعزيز وخصاله الاسلامية. تعامل سلس: من هذا المنطلق فاننا نجد في محطات حياته الحافلة بالمنجزات الكبرى هذا التعامل السلس مع البشر مسؤولين وغير مسؤولين، بل ان هذا التعامل يتضح حتى مع الصغار من ابناء هذه الدولة، فالبراعم الصغيرة هم امل هذه الامة وصانعو مستقبلها، وازاء ذلك فان المتتبع لزياراته التي كان يقوم بها (حفظه الله) لمدارس المملكة عندما استلم اول حقيبة من حقائب المعارف في بداية تشكيلها يلحظ ذلك الحنو الابوي الكبير، ويلحظ مدى الذكاء الكبير في تعامل قائد هذه الأمة مع تلك البراعم الصغيرة، وطرائق احاديثه معهم، فهو يشعرهم اثناء حواره معهم بأهميتهم، واهمية ما يتلقونه من معارف وعلوم في مدارسهم، وتلك حوارات سجلتها تلك الزيارات التي كان يقوم بها (رعاه الله). حركة واعدة: لقد آمن فهد بن عبدالعزيز منذ تسلمه لتلك الحقيبة الهامة ان نهضة هذه الامة وتقدمها وتطورها لايمكن ان يتحقق خارج دائرة التعليم باي شكل من الاشكال، فرسم بيديه الكريمتين نظام التعليم في المملكة وخطوطه العريضة، ومنذ ذلك الوقت والحركة التعليمية بالمملكة تشهد نموا واضحا حتى اضحت واحدة من اهم الحركات التعليمية في العالم العربي، حيث خطت المملكة في هذا المجال الحيوي خطوات متسارعة سبقت بها دولا كثيرة في شرق العالم وغربه، وبعضها يملك من الامكانات والقدرات البشرية، والفنية اضعاف ما تملكه المملكة عند بداية رسم تلك الخطوط العريضة للنهضة التعليمية المباركة التي تعد من انجح التجارب في العالم على الاطلاق. قيادة واعية انسانية فهد بن عبدالعزيز تتجلى ايضا في تعامله مع رجالات الدولة ومسؤوليها كل حسب موقعه ومسؤوليته، وقد شهد الجميع ان فهد ابن عبدالعزيز هو (رجل دولة من الطراز الاول) يجمع ما بين خصال متعددة اهلته لان يكون رجلا عظيما يقود دولة عظيمة، فمواقفه مع اولئك الرجال في حياته التي حفلت ولاتزال تحفل بعطاءات الخير الممدود تذكر له وتسجل له بأحرف من نور، ذلك انها مواقف انسانية اجتمعت في رجل تمكن بذكاء القيادة الواعية من توجيه رجالات الدولة بطريقة صائبة الى ادارة دفة مختلف المسؤوليات الكبرى باشعارهم انه اخ لهم يشاطرهم تلك المسؤوليات الجسيمة ويتحمل أعباءها. وهو اشعار كان ولايزال يتلمسه كل مسؤول في الدولة، فيقدم على انجاز اعماله بروح مليئة بالتفاني والاخلاص في اداء الواجب. نهضة سريعة هذا السلوك الانساني العظيم كان نبراسا يهتدي به القائد في اخذه بطرائق القيادة الواعية التي تمكن بها من صنع مسيرة نهضوية مباركة في هذا الوطن، فهو اخ للجميع، يشعر كل من تعامل ويتعامل معه انه معه في كل لحظة، وانه يبارك كل عمل يقوم به ومن هذا المنطلق كان ولايزال كل مسؤول يستشعر اهمية الاعباء التي يتحملهالانفاذ افكار ومخططات قائد مسيرة المملكة وباني نهضتها الحديثة الملك فهد ابن عبدالعزيز، هذا الرجل الذي شهد له الجميع بانه يتحلى بمواقف انسانية رائعة تتجلى دائما في كل المواقف لاسيما الصعبة منها، وهي مواقف تدفع الجميع للاعجاب بشخصيته الفذة والنافذة التي استطاع بها ان يؤثر في ابناء شعبه ويحثهم على كل عمل مثمر من شأنه الارتقاء بهذه الدولة والنهوض بها. طريق البناء لقد ادرك الملك فهد بن عبدالعزيز بحسه القيادي ان التعامل الانساني مع ابناء شعبه ومع العالم بأسره هو الطريق الامثل للبناء، وهو الطريق الاقصر لصناعة علاقات متميزة مع كافة شعوب العالم واممه، وهو تعامل ان تعمقنا في تفاصيله وجزئياته وجدناه مستقى في مجمله من مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة التي زرعها مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز في قلب قائد هذه الامة، فتمكن بها من تحمل اعباء نهضة هذه البلاد ووضعها في زمن قياسي قصير في مكانها المناسب واللائق بين الدول المتقدمة الراقية، فما خاب من اتخذ من تلك التعاليم والمبادئ الربانية نبراسا يضئ له الطرق، ويفتح امامه آمالا فسيحه وواسعة من الرؤى الصائبة التي اتضحت علاماتها فيما حققه ويحققه قائد هذه الامة لبلاده من نهضة كبرى وتنمية شاملة في كل المجالات والميادين.