طرح عضو مجلس الشورى الأديب عبدالله الناصر عددا من الرؤى حول أهمية الفصحى كرمز من رموز الرقي الحضاري والفكري والثقافي، ودعا إلى حمايتها من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من أبنائها وأعدائها، وشدد على أن قوة اللغة مرتبط بقوة الأمم وإبداعها ونهضتها، وتناول في أمسية أدبيّة استضافها مجلس «ذوق» الأدبي الذي يستضيفه يوسف بن أحمد الدوسري وإخوانه أهميّة اللغة لكل أمة في بناء حضارتها وتوجيه فكر أبنائها. الدوسري يكرّم الناصر في نهاية الأمسية وعدد المحاضر بعض صور الضعف الذي اعترى لغة القرآن بسبب ضعف الناطقين بها وتخلفهم عن حركة الإبداع والتصنيع والفكر والقيادة والريادة، وضرب بعض الأمثلة من الحياة اليوميّة التي يُلاحظ فيها تقديم غيرها عليها وكأنها اللغة الثانويّة مما يعطي الانطباع النفسي لدى الناس بتخلفها وتأخرها، وأشار إلى أن الفصحى لاتزال وستبقى مفهومة لدى الناطقين بها من المحيط إلى الخليج، على عكس الأدب الشعبي الذي يشكل ازدواجية فريدة لدى أمتنا من بين الأمم، وأضاف إلى أن الأدب الشعبي يقدم بلغة ليس فيها رقي ولا إبداع ، مع احتفاظه بالعناصر الأساسية للشعر من وزن وقافية وصور، وبيّن أن الأدب الشعبي لايفهم ولايتداول إلا في أطر جغرافية ضيقة على عكس اللغة الفصحى وأضاف بأن الإعلام الحالي قد ساهم في تفاقم هذه المسألة نظرا لهبوط المستوى اللغوي، ، ولم يفت الأديب الناصر أن يشير إلى الدور الرسمي والشعبي في حماية اللغة الفصحى، وأن الأمل مشرق –رغم التحديات- في أن تستعيد الأمة ريادتها وأن تعود للغة العربية مكانتها اللائقة بها لأنها لغة القرآن الخالد، وأن هذا الأمر يحتاج إلى تعاون كافة الجهات لتحديد الرؤى ووضع الاستراتيجيات التي تضمن تحقيق النتائج والتغلب على الصعوبات. بعد ذلك ألقى الشاعر ظافر السيف قصيدة بعنوان (الصرخة الثانية) كرر فيها صيحة حافظ إبراهيم في شكوى اللغة العربية ، ثم عقّب البروفيسور أحمد بن ظافر القرني رئيس قسم هندسة الفضاء وعلوم الطيران بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن على محاضرة الضيف بذكر تجربته الشخصيّة في تعريب مصطلحات ناسا لعلوم الطيران، حيث ذكر جانبا من شهادات المتخصصين الغربيين في قوة اللغة العربية وجمال تراكيبها واختتم اللقاء بتكريم المحاضر والفائزين في بحث (خصائص الفصحى) التي نظمها منتدي «ذوق» .