@@ هذه هي احدى الرقصات الجنوبية القافزة الى اعلى، الى السماء الأكثر رحابة ورحمة على البشر.. فاعذروا جنوبيا ضاق صدره وتفجرت نافورة غضب في رأسه من فرط ما يرى وما يسمع في أروقة مجلس الأمن. @@ ترى كم سيكون المشهد رائعا لو خضبت تلك الياقات المنشاة البيضاء والوجوه اللامعة بدماء الشهداء الأطفال في فلسطين.. وكم سيكون المشهد مسليا لو قدمت رصاصات جنود اسرائيل الطائشة وماذا سيفعل ازاءها اصحاب النظارات السوداء الذين يحملون مسدساتهم تحت معاطفهم وخلف ظهورهم وتحت اكتافهم.. هل سيقاومون رصاص اليهود ايضا بحجر؟ @@ وهل سيركضون الى الأمام والخلف ورؤوسهم اللولبية تمسح المكان؟ يا أيها الزعماء الكبار المبجلون.. ان الناس يموتون على الطرقات وخلف براميل الزبالة.. واليهود ينتعلون كل قرارات الأممالمتحدة يا حضرة الأمين العام الذي اخترت ان يكون دورك كدور (الشاهد اللي مشفشي حاجة).. ولا ادري كيف تكتب هذه (المشفشي).. المهم.. لابد ان لك عذرك.. فدم همرشولد الأمين العام للأمم المتحدة - الأسبق - لم يجف بعد في الكونغو ولا أظن ان جنود اسرائيل ودباباتهم ستميز قامتك المديدة.. ولونك الأسمر بين ألوف الوجوه السمراء والمتعبة في رام الله والقدس وغزة.. من أبناء فلسطين.. الناس هنا يتشابهون.. سحنهم.. مأساتهم.. لون اعينهم.. وستكون حتما مثلهم ان عايشتهم.. وعشت يوما مريرا واحدا معهم. اعذرني يا مستر - أنان - فأنت الوحيد المباح لي ان أمد لساني ويدي والحجر إليه عبر هذه السطور.. الآخرون لا يمكنني ان اذكر اسماءهم ولا القابهم ولا رسم حرف واحد على مؤخرة رؤوسهم.. ان لهم رؤوسا اكبر من حجم قلمي ومن حجم هذه المساحة الضيقة التي لا تتسع لحزني وركضي وجنوني.. انا انسان بسيط يا مستر (أنان) من هذه الأرض الطيبة لا اعرف الدجل ولا الكذب ولا الكلام في السياسة ولكن لي عينين يملأهما الدمع والأسى.. وقلبا يئن ويتوجع.. ولي أهل وأخوة أشقاء في فلسطين يذبحون كل يوم.. وجل ما افعله وما اقوله بضع كلمات لا تودي ولا تجيب.. ولا يستجاب لها.. ولكنها محاولة لازاحة ما يكتظ في صدري وفي صدور الكثير من الناس في شرقنا المضطهد والمقتول.. فهل اجتمتعم لتأبين جنازة طفل.. ام لدفن كل اطفال فلسطين.