خلف ظهري يقف طابور فاضح من القبعات الحمراء.. لا ادري لماذا تصلب عنقي فلم استطع (عطفه) الى الوراء. ** بعض الناس يرتضون القيام بعمليات غزو مباشرة للتحصنات الانسانية الخيرة في نفوسنا.. انهم يرتكبون اعمالا بشعة - هذا مؤلم- لقد شاهدت جنديا اسرائيليا يحمل رأسا أدمية في يديه ملامحها البشرية لا تبعد كثيرا عن ملامحه وتساءلت كيف استطاع هذا الجندي اليهودي ان يحمل رأسه بين يديه ويسير مقطوع الرأس - لا أدري-. ** أعرف ان القاتل اليوم هو المقتول غدا.. ولكن شارون ومعه زعماء اسرائيل لايدركون هذه الحقيقة.. انهم يقتلون الأطفال والنساء.. والشيوخ.. ويغتالون الأبرياء.. في منازلهم.. ولكن الدم لا يورث الا الدم.. والقتل لا يورث الا القتل.. والظلم لا يورث الأمان. ** عند بدء محادثات السلام.. قلت لعجوز فلسطيني فقير يعمل نجارا بالأجر اليومي في - باب مكة:- يا عم حلمي اشعر ان الارض في فلسطين سوف تتحول يوما رغيفا ضخما يتناوله كل الناس.. وتطلع ذلك العجوز في وجهي وكأنه يقرأ بطاقتي المتفائلة.. ولم يعلق بشئ - بصق على الأرض وانصرف.. ** ومن يومها أدركت انه لا جدوى من كل مفاوضات السلام.. ان كل تلك المحادثات البائسة.. كانت تسير في منعطفات مظلمة .. وكانت كل الأضواء مطفأة.. ولا طريق واضح.. الى السلام العادل والمنصف مع هؤلاء المغتصبين اليهود.. ** كان عم حلمي على حق.. وكنت على خطأ.. السلام لا يمكن ان تصنعه الوعود الزائفة.. ولا تلك القرارات المتتابعة.. ولا تلك الاتفاقيات الموقعة.. السلام لن يأتي الا بالمزيد من دماء الأبرياء.. وتضحياتهم.. ** وعندما يأتي مسئول أمريكي.. ويدير ظهره لدماء الأطفال الأبرياء في فلسطين .. - اذن - ماذا يمكن ان ننتظر من حلفاء اليهود.. وأعوانهم.. - انهم يباركون- إراقة دماء اخوتنا في الخليل وغزة ورام الله .. وبيت لحم.. وغدا سيأكلون ما تبقى من لحمنا.. كعرب.. هذه حقيقة لا تقبل الجدل.. ومع هذا فلحمنا أشد مرارة مما يتصورون.. ويعتقدون.. نحن في هذا الوطن.. لا نفتح بابا لليهود في أرضنا.. ولا نافذة ولا مكتبا.. لان حكماء هذه البلاد يعرفون جيدا غدر اليهود ومكرهم.. واحلامهم.. نحن نعرفهم في خيبر منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهم لا يلتزمون بالعهود.. ولا المواثيق.. ولا يؤمن جانبهم.. ومن يمد يدا لهم بالسلم.. يبادلونه بيد الغدر وتلك شيمهم واخلاقهم مند أقدم العصور ولا أزيد.