استكمالا لما تناولناه امس حول كتاب (كيف تقنع المدير برأيك؟) والذي يحمل الكثير من الموضوعات ذات العلاقة بعلم الاتصال والمفاهيم. المدير المتحيز يتحيز بعض المديرين لآرائه وافكاره، وهو يركز على نفسه فقط، وهذا المدير لا يهتم كثيرا بالارقام او الحقائق التي تتعارض مع رؤيته للامور. فاذا كان متحيزا لفكرة ما، فلن يحفل بالحقائق التي تدحضها او بالارقام التي تثبت نقيضها، بل سيرتاب في امرك اذا ابرزتها له. فاذا ثبت فشل الفكرة التي تحيز لها ذات يوم فسيتهمك بأنك كنت السبب في فشلها. فمن الافضل مع هذا المدير ان تبحث في الافكار التي تصب في طريق التحسين والتطوير، وليس في طريق التغيير او المعارضة. فان كانت لديك فكرة معارضة تريد عرضها عليه فعليك ان تكبح رغبتك في عرضها بمجرد توصلك اليها. الافضل ان تنتظر حتى تتمكن من اعادة صياغتها بشكل كامل بحيث تركز على اسلوبها بدلا من مضمونها. فان لم تفعل ذلك فستعرض نفسك للخطر، لان مديرك لن ينصت لك، بل سينقلب ضدك، فهو ينظر للجانب الشخصي في كل ما يعرض عليه. اما افكار التحسين والتطوير فلن تتطلب منك اعادة صياغة بشكل كبير. ولتقنع المدير المتحيز لن تحتاج الا المصداقية الشخصية، وثقته فيك، بغض النظر عن فحوى افكارك. احرص على استخدام الكلمات التي تقنعهم في صياغة رسالتك ومنها الثقة، والانتصار على المنافسة، ومناسب، ومعقول، والتحدي، وإخلاص. المدير الموضوعي وهذا المدير يحب تمحيص الافكار الجديدة والنظر اليها من مختلف الاوجه. وهو يتقن عملية ابداء الاعتراضات والانتقادات للافكار والآراء. وهو يحب ان يستعرض مختلف البدائل الاخرى، قبل ان يستقر على فكرة واحدة. وهو يركز على العالم والافكار والاشياء، ولا يركز على نفسه او افكاره هو. لذا فهو منصت ومستمع جيد. احرص على استخدام الكلمات التي تقنعهم في صياغة رسالتك ومنها الحقائق، والارقام، وبدقة، وبالضبط، ومعايير، مساوىء، وتفاصيل، ومنطق، تكلفة، عائد، ومراحل. محور التقليد/التجديد وطبقا لهذا المحور ينقسم المديرون الى: ج- المدير المقلد: وهذا المدير يخشى الخطأ، ولا يحب المخاطرة. فهو يفضل ان يسلك الطريق المضمون. لذا فأفضل الافكار بالنسبة له هي تلك التي جربت قبل ذلك وثبتت جدواها بالارقام والحقائق. وهو يفضل التقليد على التجديد. وهو ينفر من الخطأ ويخاف الفشل اكثر مما يرغب في النجاح. فاذا اردت ان تقنعه، فركز على الجانب السلبي في الفكرة التي تريده ان يبتعد عنها بدلا من ان تركز على الجانب الايجابي في الفكرة التي تريده ان يتقبلها. صور له الفكرة التي تدعوه اليها على انها الوحيدة التي لا تحتوى على الاخطاء القاتلة التي تمتلىء بها الافكار الاخرى المعارضة لها.. واعرض له تجارب نجاح سابقة تبنت هذه الفكرة. احرص على استخدام الكلمات التي تقنعهم في صياغة رسالتك ومنها الخبرة، مؤكدا، تكرر، مماثل، أمن. المدير المبتكر وهذا النوع من المديرين يحب الافكار الجديدة، خاصة تلك التي تخالف المألوف والمعروف. لا يحب هذا المدير اظهار مشاعر سلبية خلال النقاش، كما انه يتجنب انتقاد فكرتك. فلا تأخذ صمته على انه تأييد لك. فهو يستغرق وقتا كي يفكر في الامر فهو لا يحب ان يصدر احكامه بسرعة، لانه ينتظر حتى تهدأ مشاعره ويتكلم عقله فقط. يفضل المدير المبتكر الرسائل التي تحتوي على مقارنات وارقام وحقائق، وينفر من الرسائل ذات الطابع الشخصي المتحيز. وهو يسأل اسئلة كثيرة، ولكنها كلها اسئلة عملية وتطبيقية وليست ذات طابع شخصي. ومع هذا المدير لا يمكنك التأكد من درجة تأييده او رفضه لفكرتك او رسالتك، الا بعد مرور فترة زمنية طويلة نسبيا، مقارنة ببقية المديرين. احرص على استخدام الكلمات التي تقنعهم في صياغة رسالتك ومنها: جديد، غير مسبوق، الدليل، النظريات، الارقام، تخطيط، ومخاطرة. @ كيف يمكنك تحديد نمط مديرك؟ يمكنك تحديد نمط مديرك من ملاحظة ما يلي: * عدد الاسئلة التوضيحية التي يطرحها عليك المدير: فالمدير المبتكر والمدير الموضوعي يميلان الى طرح اسئلة كثيرة، بينما تقل الاسئلة التوضيحية التي يطرحها كل من المدير المقلد والمدير المتحيز. * سرعة رد فعل المدير ودرجة تحمسه بالنسبة للرسالة التي ترسلها اليه: فالمدير المقلد والمدير المتحيز هما اسرع واكثر تحمسا في رد فعليهما من المدير المبتكر والمدير الموضوعي. المصدر: Harvard Business Review: May 2002 Gary A. Williams, Robert B. Miller: Change the way you persuade. Pp. 65 - 73