اتهامات كثيرة وجهت للتلفاز, او للفضائيات - على مستوى العالم - منها افساد الذوق العام, وافساد اخلاق الأجيال الناشئة, وخنق العلاقات الأسرية, ومنع الأسرة من الحديث الحميم, الذي كان يقوم بين افرادها قبل اكتشاف التلفاز, حتى ان المتزوجين الجدد, حديثي العلاقات الزوجية, والذي من المفترض ان يكون لديهم الكثير من الأحاديث الرومانسية بينهم, خطف التلفاز الحديث منهم, واصابهم بالخنق الكلامي ان صح التعبير, فلا غرابة اذا اشتكت احدى الزوجات من صمت زوجها, فالتلفاز صرفه عنها, وربما ان احد الأسباب هو كثرة كلام الزوجة و(هذرتها) لكن هذا ليس بالسبب الكافي كي ينصرف الزوج عن الحديث مع زوجته. احدى الزوجات قامت بتحطيم التلفاز اثناء عرض احدى الفضائيات لمسابقات ملكات جمال العالم, ورفعت شعار (حطمي التلفاز وابدئي الحياة من جديد), ولكنها حصلت من جراء ذلك على حديث صاخب, وصراخ من زوجها - الذي كان يتابع المسابقة الجمالية - أمتد الى ساعات, وكان الزوج (المظلوم) يبرر مشاهدته للعرض التلفزيوني بأنه كان يتابع الديكورات والألوان كي يختار منها ما يناسب منزله الجديد, الذي سوف يقوم ببنائه من اجل عيونها, وانه لم يكن يعبر اي انتباه الى الفاتنات اللاتي عرضن اجسادهن عبر الشاشة, وبالطبع لم تنطل هذه الحيلة على الزوجة, لأن زوجها كان فاغرا فاه طوال متابعته للعرض, ولا يمكن ان يتم ذلك خلال متابعة ديكورات والوان, وهي كانت (ابخس) بما يدور في عقل زوجها! مهما يكن من امر, فاذا كان التلفاز يسهم في خنق الحديث الأسري, ويجعل من رب الأسرة مدمنا على مشاهدته, في تعلق طفولي غريب وشاذ, فالتلفزيون اصبح وحشا يفترس الحياة الخاصة, ويفرض الصمت على كافة افراد الأسرة, وما من حل سوى رفع ذلك الشعار الذي حققته تلك الزوجة. وفي الحقيقة سأحاول هنا ان انصف الزوجات, وسأتحدث بكل شجاعة أدبية عن بعض الرجال, فالزوج منهم قبل الزواج, وبالتحديد ايام الخطوبة, تجده يتحدث ويغرد كالبلبل او كالكناري, بل كأنه مذياع يعمل على جميع الموجات. بينما الزوجة صامتة - على غير عادة النساء - تستمع الى احلى الكلام, وما ان تمر سنة على الزواج, حتى ينعكس الوضع, ويصاب الزوج بخرس عجيب غريب, ويتحول الى (راديو) عطلان.