بين التحقيق القضائي الذي يتعرض له البيت الابيض وعدم العثور على اسلحة الدمار الشامل في العراق ان الرئيس الأمريكي جورج بوش يحاول تطويق الجدل المتزايد باستمرار بسبب قراره شن الحرب على العراق. فقبل حوالى عام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر 2004، يغذي هذا الوضع هجمات المرشحين الديموقراطيين العشرة الذين يتنافسون لمواجهته في الاقتراع. وهذا الوضع يدفع بوش ايضا الى ايلاء مزيد من الاهتمام للسياسة الخارجية بينما يثير الوضع الاقتصادي القلق الاكبر للأمريكيين. وتربك قضية التسريبات التي ادت الى كشف اسم عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) لوسائل الاعلام خصوصا ان احد اسباب انتخاب بوش في العام 2000 كان وعده بأن يعيد الى البيت الابيض كرامته.. بعد الفضائح التي شهدها عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وجاء التقرير الاول لديفيد كاي الخبير الأمريكي المكلف بالبحث عن اسلحة الدمار الشامل في العراق ليضعف اكثر التبريرات التي قدمتها ادارة بوش من اجل الاطاحة بنظام صدام حسين. فقد اعترف رئيس مجموعة التفتيش في العراق الخميس الماضي بأنه لم يعثر حتى الآن على اسلحة للدمار الشامل في العراق بينما كان وجودها السبب الرئيسي لشن الحرب على هذا البلد. وفي الحالتين اختار بوش محاولة تطويق الجدل باعلان موقفه على الفور. واكد بوش عند اعلان فتح تحقيق في وزارة العدل: اذا كان احد قد كشف معلومات سرية، فانني اريد ان اعرف ذلك. وفيما يتعلق بتقرير كاي، اختار بوش تجاهل عدم العثور على اسلحة حتى الآن وقال ان الوثيقة تثبت رغبة النظام السابق في الحصول على هذه الاسلحة. وقال بوش الجمعة الماضية ان التقرير يؤكد ان صدام حسين كان يشكل تهديدا وخطرا حقيقيين. لكن مشكلة بوش الحقيقية اليوم هي اعادة اعمار العراق وتثبيت الوضع في هذا البلد. وقد ذكرت مجلة (نيوزويك) الاسبوعية خلال الاسبوع الجاري ان هذه الجهود تعرقلها خلافات مستمرة بين وزيري الخارجية كولن باول والدفاع دونالد رامسفيلد. اما الأمريكيون فما يثير قلقهم هو الوضع الاقتصادي، حيث لم تسجل نسبة البطالة تراجعا في سبتمبر حيث بلغت 1.6% على الرغم من استئناف ايجاد الوظائف. وافاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) نتائجه الجمعة الماضية ان 56% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يرون ان بوش لايقاسمهم اولوياتهم فيما يتعلق بمستقبل البلاد.