تشن الشركات العملاقة في مجال التغذية والوجبات السريعة حملة على السعرات الحرارية في مأكولاتها تجنبا لشكاوى اشخاص مصابين بالسمنة يطالبونها بتعويضات باهظة، فاعتمدت الفاكهة الطازجة محل البطاطا المقلية والنقانق القليلة الدهون وعادت الى وجبات ذات حجم مقبول. وتقول جوديث ستيرن نائبة رئيس الجمعية الامريكية للسمنة: اعتقد ان هذا جاء في الوقت المناسب. فقد أضحت السمنة آفة في الولاياتالمتحدة حيث تتسبب بوفاة 300 الف شخص كل عام في حين يعاني 65% من السكان الوزن الزائد. ووعدت شركة كرافت فودز، اكبر شركة امريكية للاغذية بتخفيف عدد السعرات الحرارية في موادها ومنتجاتها واطلاع المستهلكين على محتوياتها بطريقة افضل. كما ان شركة كرافت مستعدة لخفض حجم وجباتها الفردية لحمل زبائنها ولو رغما عنهم على التقليل من الطعام. وتعتبر هذه الاجراءات بمثابة ثورة صغيرة في بلد يعتنق سكانه مبدأ الحصول على اكبر كمية ممكنة لقاء الثمن الذي يدفعونه. وتأمل شركة كرافت من خلال هذه المبادرة في تجنب المصير الذي لقيته شركات التبغ التي ترزح تحت كم من الشكاوى وغرامات تصل قيمتها الى عشرات مليارات الدولارات بتهمة الاساءة الى صحة الزبائن. وهي تعرف جيدا ما تتعرض له من مخاطر اذ انها تنتمي الى مجموعة (التريا) التي تنتج ايضا سجائر فيليب موريس. وتقوم سلسلات المطاعم الأخرى الشهيرة وشركتا بيبسيكو وكيلوغ بمبادرات كثيرة لإعطاء صورة صحية اكثر عن منتجاتها. فقد تعرضت سلسلة ماكدونالدز لشكوى اولى رفعها اطفال مصابون بالسمنة. وان كان القضاء رد هذه الشكوى، الا انها قد تكون الحلقة الاولى في سلسلة طويلة من الشكاوى الاخرى. وتشكل هذه الملاحقات القضائية خطرا حقيقيا، حتى انه تم اقتراح مشروع قانون يحظر هذا النوع من الشكاوى لحماية الصناعات الغذائية ومطاعم الوجبات السريعة، غير انه ليس موضع اجماع. ويعتبر جون بانزاف استاذ القانون في جامعة جورج واشنطن ان على مطاعم الوجبات السريعة ان تتوقف عن الاعلام الكاذب وتعلم الزبائن بطريقة افضل عن محتويات وجباتها. وقال خلال جلسة في مجلس النواب حول هذا الموضوع ان عمدت مطاعم الوجبات السريعة الى ذلك فيبدو لي انها ستحمي نفسها الى حد بعيد من ملاحقات محتملة. واختارت غرفة التجارة الامريكية التي تمثل مجموعة ضغط قوية الرد بقوة على الهجوم. وجاء في دراسة اعدت بطلب من غرفة التجارة وتهدف الى اثبات ان مطاعم الوجبات السريعة ليست هي سبب العلة وان الطعام في مطاعم الوجبات السريعة لا يولد ادمانا كيميائيا. ومن النادر ان ترد اخبار عن زبون يرتجف ادمانا حين يعدل عن تناول سندويش بلحم الحبش او فيليه سمك. غير ان الخبراء يأملون في ان تكون مبادرة شركة كرافت بداية لتعميم هذه التدابير على الشركات الاخرى، حرصا على الصحة العامة. وتقول كيلي براونل من جامعة يال لصحيفة نيويورك تايمز: انها سابقة بالنسبة لشركة اغذية كبرى وسيتحتم على مجموعات اغذية اخرى اخذ ذلك في الاعتبار.