بات الناس أكثر فأكثر يهجرون الأكل في المنازل ويستبدلونها بالمطاعم. وبعدما كانوا يتباهون بطبخاتهم المنزلية أصبحوا يتباهون بارتياد المطاعم، سواء الصينية أم اليابانية أم الإيطالية أم الفرنسية أم الأميركية أم اليونانية أم اللبنانية وغيرها. وتنتشر مطاعم الوجبات السريعة في المراكز التجارية والتسويقية. وعلى رغم التحذيرات من خطر الوجبات السريعة على الصحة، خصوصاً صحة الأطفال والشباب، فلا حياة لمن تنادي، فالإقبال عليها يزداد في شكل كبير. وتمتاز وجبات المطاعم السريعة باحتوائها على كميات هائلة من السكر والدهون المشبعة والزيوت المهدرجة، وبغناها بالسعرات الحرارية، وفقرها بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، ما يجعل منها وقوداً صالحة لزرع أمراض كثيرة أشهرها تصلب الشرايين والأزمات القلبية الوعائية والسمنة وفقر الدم، وأخطرها السرطان مثل سرطان الثدي عند النساء، وسرطان البروستاتة لدى الرجال. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن الوجبات في المطاعم الفاخرة؟ يتباهى أصحاب المطاعم الفاخرة وزبائنها بأن وجباتهم صحية مقارنة بغيرها من وجبات المطاعم الشعبية، إلا أن دراسة غربية قادتها الدكتورة بينا نغوين من جمعية السرطان الأميركية، كشفت المستور وبينت أن الطعام المقدم في هذه المطاعم قد يكون مضراً بالصحة، تماماً كما الحال مع طعام الوجبات السريعة، إذ وجد العلماء أن الناس يستهلكون سعرات حرارية أكثر في الأيام التي يتناولون فيها الطعام في الخارج مقارنة بما يستهلكونه في المنزل. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن طلبوا من حوالى 13 ألف شخص تسجيل استهلاكهم للسعرات الحرارية في الأيام التي تناولوا فيها الطعام في الخارج. وتبين أن الأشخاص الذين شملتهم التجربة استهلكوا في المتوسط 194 سعرة حرارية أكثر في الأيام التي تناولوا فيها الوجبات السريعة، و205 سعرات حرارية أكثر في الأيام التي أكلوا في المطاعم الفاخرة، وذلك مقارنة مع مقدار السعرات الحرارية التي استهلكت في المنزل، وهذا بالتالي ما سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى زيادة الوزن والسمنة. هل لا تزال مصراً بعد على تناول الطعام خارج المنزل؟ في كل الأحوال، سواء كان الجواب نعم أم لا، فهو قرار يخصك وحدك. في المقابل،إذا كان الخيار هو الاستمرار في تناول وجبات المطاعم السريعة أو الفاخرة، فإنه يجب اعتماد الخيارات الآتية: 1- الوجبات الصحية الخالية أو القليلة الدسم. 2- السمك أو الدجاج وقطع اللحم غير المدهنة. 3- الصلصات المعتمدة على النباتات بدلاً من تلك المعتمدة على الكريما. 4- البدائل الصحية، مثل السلطة بدلاً من البطاطا، والماء بدلاً من المشروبات الغازية مثلاً. 5- التحكم في كمية الطعام المستهلكة. 6- عدم التمادي في أكل المقبلات والمقرمشات في بداية الأكل. 7- الأطعمة المطهوة على البخار أو المشوية. 8- الطعام القليل السعرات الحرارية. 9- الابتعاد عن أطباق الحلوى بعد تناول الوجبة. 10- أخيراً، لا تنسَ أن تتوقف عن الأكل متى لاحت بوادر الشبع.