(1) ينهض صباحا يجر قدميه يقتحم تلك الغرفة المهملة يقبع خلف كومة من الاوراق محاولا من خلالها.. ان يجد شيئا في حياته المضطربة.. هكذا كل صباح!! يبحث.. يبحث.. دون جدوى هذه حقيقته المجهريه تلاشى الى القاع انطمست كل معالمه لم يتبق.. ما يشير الى وجوده في الكائنات بدا عدما لا اعرف ان كان قد استطاع.. ان يتعرف على نفسه حدثني كحشرة.. ابتلعها الطوفان ذات يوم حديثا مطولا.. حاول كثيرا ان يغلفه بمظاهر التمدن والحضارة.. رغم كل الاغلفة المصطنعة كان الزيف يقطر بين اصابع الكلمات المهترئة لذا لم تستقيظ الطيور النائمة في صدري لتحلق كعادتها كل صباح وحدها الانا.. كانت تصرخ صدمت اذناي.. حتى الصمم ليستحيل اللقاء كأشجار ارصفتنا المصطنعة الهازئه بانبهارنا العقيم (2) وبتمرد.. إستثنائي. قرر ان يخرج ذاته.. من شرنقة المألوف ليراوغني بابتسامة.. تلغي طقوس علاقاته الباردة.. وتقحمه في شعلة كينونتي.. حينها.. فتش.. بعنف عن ملامحه في وجهي.. جردني بعنجهيته المزمنة.. ولم يجد.. ذهب. ليقر (بحتمية عودته) (3) وفي كل عودة.. كان يذيب قشور تعاستي الذاتية.. ليتدفق سواد الكلمات على بياض الورق.. يدنسه.. ويصمت الورق بخنوع هكذا كنت حين أقسم واستحضر كل النذور.. ثم حاول.. وقال: سقطة (واحدة لا تكفي كي أتوب) (4) لا تمشط شوارع مدينتك المكتظة ذهابا وإيابا.. هاك المقص. واختصر الطريق عند أول إنحناء.. قالها سهوا أمامي... ليخبرني أنها إحد مبادئه وابتلع بعدها لسانه. ليبقى صوته السقيم يملأ أذناي زعيقا.. يرفض سقوطه الازلي في ذاتي. (5) ذات مره شاهدته. يزهو ويفخر بمصداقية أكاذيبه المغلفة. والجموع الغفيرة. تلتف حوله يصفقون له.. طويلا لتتغشاه لحظة خيلاء عجيبة. بعبقريته المكوكية.. هو.. لا يعلم انهم يسمعون ولا.. يفقهون