ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية أمس موسعة مكاسبها التي سجلتها في الجلسة السابقة بدعم من مشتريات من صائدي الصفقات الذين أغرهم هبوط المعدن النفيس مؤخرًا إلى أدنى مستوياته في حوالي ستة أشهر. لكن حجم التعاملات في السوق الآسيوية ضعيف مع إغلاق الأسواق في أوروبا وأمريكا في عطلة عيد الميلاد. وصعد سعر الذهب للبيع الفوري 0.2% الى 1204.12 دولار للأوقية (الأونصة)، وأغلقت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم فبراير أمس الأول مرتفعة 0.53% عند 1203.30 دولار للأوقية. وكان الذهب قد هوى يوم الجمعة الى أدنى مستوياته في ستة أشهر حول 1185 دولارًا بعد أن قال مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي: إنه سيبدأ تقليص برنامجه الضخم للتحفيز النقدي الذي غذى موجة مشتريات استمرت لفترة طويلة سجل خلالها المعدن الاصفر أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 1900 دولار للأوقية في 2011م. ومع اقتراب نهاية العام فإن أسعار الذهب منخفضة 28% عن مستوياتها في بداية 2013، وتتجه نحو انهاء سلسلة مكاسب سنوية استمرت 12 عامًا. وقد تراجع المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية في أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويتوقع العديد من المحللين ان يعود الذهب لمستويات جيدة خلال عام 2014م. ودفع إعلان الاحتياطي الفيدرالي الاسبوع الماضي عن تخفيض شراء الاصول الشهرية من 85 مليار دولار إلى 75 مليار دولار الذهب ليتداول بالقرب من أدنى مستوي له في 2013 بما يقارب 1180 دولار، والذي سجله في أواخر يونيو الماضي مما ادي لتراجعه بنسبة 24%. وفي ظل أحداث عام 2013 لم ير الكثيرون الجانب المشرق من تحركات الذهب مما دعا العديد من المحللين لتوقع ان تكون الاسعار مفاجأة في العام المقبل. وسيدعم عدم الاستقرار في منطقة اليورو تحرك أسعار الذهب، مما سيحول انظار المستثمرين للملاذات الآمنة مرة أخرى. وسيدعمها أيضًا المخاوف من خطر الانكماش وتفاقم مشاكل الديون في الاقتصاديات الأضعف في منطقة اليورو وإجبار البنك المركزي الأوربي علي تخفيف سياسته النقدية بشكل كبير. وذلك فضلًا عن استكمال الاحتياطي الفيدرالي لبرنامج شراء الأصول علي الرغم من تخفيضها إلا ان ضخ مزيد من التحفيز في الاقتصاد سيكون داعمًا للذهب. والعامل النهائي لدعم اسعار الذهب هو انتعاش الطلب في الاقتصاديات الناشئة، والتخفيف من بعض القيود الحكومية المفروضة عليه من قبل الحكومات مما سيؤدي لحدوث انتعاش في اسعار الذهب في العام 2014. وذلك يعني تجاوز الذهب أداءه الضعيف في العام 2013، والبحث عن جاذبيته مرة أخرى بالمقارنة مع غيره من الأصول بما في ذلك الأسهم. وأظهرت التوقعات وصول الذهب لمستوي 1400 دولار على الأقل في العام 2014م، وربما ترتفع عن ذلك. وعلى الجانب الآخر يرى عدد من المحللين أن أسعار المعدن الثمين ستزداد تراجعًا بقوة في عام 2014 وفي أحسن الأحوال ستضعف بشكل تدريجي بدعم من السياسة الأمريكية الفضفاضة مع الشعور السلبي لدى المستثمرين مما يزيد من ارتفاع المخاطر بقوة في العام القادم. إلا أنهم يرون أن عام 2013 كان عامًا صعبًا للمعدن الأصفر، والحقيقة أن النصف الأخير من عام 2013 كان أقل كارثية على الذهب من النصف الأول، مشيرين إلى أن أسوأ موجة من الركود قد تكون انتهت. وتراجعت أسعار الذهب من 1675 دولارًا للأوقية إلي نحو 1200 دولار في الأشهر الستة الأولي من عام 2013، بينما في النصف الثاني من العام انتعش الذهب بشكل جزئي ليرتفع إلى 1400 دولار للأوقية قبل أن يتراجع لمستوياته الحالية عند 1198 دولار.