وصف فضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ورئيس اللقاء الوطني الأول للحوار الفكري صدور الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين على انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بأنها من المفاخر والأعمال التي تزهو بها القيادة الرشيدة. وقال نحن كمواطنين نعتز بها حيث ينشد كلنا الحوار والتواصل الفكري تحت مظلة الحوار الهادف والبناء لتكون نتائجه لبنات خير ونماء لهذه الدولة ولشعبها. وعد الشيخ الحصين انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني انجازا تاريخيا لحاضر هذه البلاد ومستقبلها يعزز التمسك بالعقيدة السمحة ويؤكد الوحدة الوطنية ويحقق تطلعات جميع شرائح المجتمع ويترجم مدى حرص قيادة هذه البلاد على رفعة شأن الوطن والمواطن في بلد آمن مطمئن يسوده الاصلاح في جميع المرافق وتوسيع نطاق المشاركة وفتح آفاق العمل للجميع. وأشاد فضيلته بما تضمنته كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني التوجيهية للمواطنين في الخامس من جمادى الاخرة للعام 1424ه التي أعلن من خلالها قيام هذا المركز بعد رؤية نخبة المتحاورين في اللقاء الوطني للحوار الفكري بأن يستمر هذا الحوار ويتسع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين ولبحث المزيد من القضايا بهدف التطور والبناء حتى يكون الحوار أسلوبا ايجابيا من أساليب الحياة في المملكة. ونوه فضيلة الشيخ الحصين بما طرحه سمو ولي العهد من تصور رفيع لما يتوقعه سموه من هذا المركز حيث أشار سموه الى العديد من الاطر التي لابد وأن تكون من أسس الحوار حتى لا يخرج النقاش الوطني عن أهدافه ومن أبرز هذه الاسس التمسك بالعقيدة الاسلامية وتدعيم وحدة الوطن والمساواة بين المواطنين. كما أثنى فضيلته على تعزيز صورة المنهج الوطني الذي أشار اليها سمو ولي العهد حين قال سموه (ان شعبنا السعودي لا يرضي بديلا عن الوسطية المعتدلة التي ترفض التعصب والغلو بقدر ما ترفض الاباحية والانحلال). وأكد فضيلته أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يرتكز على أسس وقواعد شرعية ووطنية أهمها أن المواطنة حقوق وواجبات وأن المشاركة الايجابية في الحوار وفي حماية الوطن ومكتسباته والارتقاء به واجب وطني ليس لاحد حق احتكاره أو الحجر عليه وان الاختلاف بين الناس في الرؤية والاجتهاد والموقف سنة من سنن الخلق وان هذا الاختلاف مقبول ما دام في اطار الثوابت الشرعية والوطنية وفي توجهات الخير والنفع العام (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) وأن المواطن الموفور الكرامة هو أساس بناء الدولة الحديثة وان أي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لا يمكن تحقيقه الا من خلال احترام الانسان وتكريمه ورعاية حقوقه ومنها حقه في المشاركة الإيجابية في صنع حاضر الوطن ومستقبله مشيرا الى أن تعبير (لافضل الا بالتقوى) و(الناس سواسية كأسنان المشط) تجسيد لواقع المساواة بين الناس التي كان للشريعة الاسلامية وحضارتنا شرف التقدم بها الى العالمين وأن المساواة وتكافوء الفرص بين المواطنين يثمران الوحدة الوطنية التي هي القاعدة الاساسية للبناء الوطني المنشود مشددا على أن الحوار البناء والجدال بالتي هي أحسن هما الوسيلة الارقى للتعامل مع الآخر وفهمه وبناء جسور التعارف والتقارب والتواصل معه وان من شأن الحوار الايجابي أن يؤكد على المشترك وأن يحدد ويضيق مساحات الاختلاف0 وأوضح فضيلته أن توجيهات سمو ولي العهد الامين حفظه الله للجان المختصة باعداد الانظمة واللوائح الخاصة بالمركز واختيار المقر المناسب وتجهيزه نصب أعين الجميع مثمنا الخطوات التي تمت في هذا الخصوص أبرزها صدور الامر الكريم من سمو ولي العهد الامين بتكليف الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمينا عاما للمركز لتحقيق الاهداف السامية فضلا عن نشاط اللجان المتعددة لتفعيل ما ورد في خطاب سمو ولي العهد الامين ليكون الحوار مبنيا على مرتكزات الشريعة الاسلامية منسجما مع روح العقل والمنطق والبعد عن الغلو والتطرف وان ينطلق من ركيزتين مهمتين ان لاحياة لنا ولاعزة لنا الا بالاسلام والثانية عدم القبول من كائن من كان بالمساس بالمبادئ الاسلامية والوحدة الوطنية للوصول بالوطن الى ما يحقق آماله وتطلعاته. وأهاب فضيلته بأبناء هذه البلاد ان يضعوا كتاب الله وسنة رسوله نصب أعينهم وان ينطلقوا من خلالهما في طريق الحوار الجاد الذي لاتعصب فيه ولا شطط للحفاظ على مقدرات البلاد وثرواتها باعتبارنا جسدا واحدا وهدفنا رفعة الاسلام وخدمة الوطن والاخلاص لولاة الامر. من جهته ثمن معالي نائب رئيس اللقاء الوطني الاول للحوار الفكري الدكتور عبدالله بن عمر نصيف الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني معتبرا صدور الموافقة السامية على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يمثل نقطة ارتكاز مهمة لتأصيل الحوار ووضع الاسس العلمية لتفعيله واثراء دراساته وأبحاثه في مختلف الموضوعات التي تهم الوطن والمواطنين بطريقة علمية لها أثرها البالغ في اصلاح الحال واستشراف المستقبل بما يحويه من أخطار محدقة من الداخل والخارج وحماية الوحدة الوطنية ووضع المملكة العربية السعودية في مكانتها اللائقة على المستوى الاسلامي والعالمي وقبل ذلك السعي لاكتساب مرضاة الله عز وجل واستجلاب رحمته ورضوانه وتوفيقه وتسديده لهذه المملكة حكومة وشعبا وتجنب مقته وغضبه. واختتم معاليه تصريحه بالدعاء أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الامين خير الجزاء على هذه المبادرة وان يجعل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منارة هدى ورشاد. فيما اعتبر معالي عضو مجلس الشورى ونائب رئيس اللقاء الوطني الاول للحوار الفكري الدكتور راشد الراجح ان الامر السامي الكريم بالموافقة على انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ثمرة اللقاء الوطني الاول للحوار الفكري الذي عقد في الرياض منذ عدة أسابيع مشيرا الى أن هذا اللقاء كان ناجحا بكل المقاييس ولله الحمد. وأوضح معاليه أن المجتمعين اتفقوا بالاجماع على ان تكون مرجعية هذا الحوار هو القرآن الكريم والسنة ولاشئ سواهما مشيرا الى أن هذا القرار يعد انجازا كبيرا وارضية صلبة ينطلق منها الحوار في جميع صوره واشكاله. وأعرب الدكتور الراجح عن اعتقاده بأن يكون انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني خطوة الى الامام.. مؤكدا أن هذه الخطوة التي تبناها سمو ولي العهد بموافقة من خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله تدل على اهتمام القيادة بالرأي والرأي الآخر في سبيل الاصلاح وتحسين الاداء والبحث عن الافضل لخدمة الدين والمواطن والوطن وتمنى معاليه أن يتم قريبا ان شاء الله تحديد موعد اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري في ظل هذا المركز الجديد0 من جهته رفع الامين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على الثقة الغالية بتكليفه أمينا عاما لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني داعيا المولى عز وجل أن يكون عند حسن ظن ولاة الامر. واعتبر ابن معمر هذا التكليف تشريفا حظى به من قبل القيادة الحكيمة لمواصلة العطاء عمليا مؤكدا أنها أمانة وضعت على عاتقه سائلا المولى عز وجل أن يوفقه في تحمل تبعاتها وخدمة أبناء هذا الوطن الغالي والمساهمة في الرفع من مستوى الحوار الوطني وغيره من الشؤون الوطنية والثقافية والوصول الى تطلعات وآمال ولاة الامر في هذا الخصوص. ووصف ابن معمر دعم الدولة للحوار الوطني بانشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بأنه انجاز حضاري ومؤشر مهم من القيادة الحكيمة على تواصل الحوار موضحا أن انشاء مركز وطني للحوار باسم مؤسس هذا الكيان الشامخ وموحده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يضاعف من حجم المسؤولية على عاتق العاملين والمتحاورين فيه ويشكل لهم قوة دفع مستمدة من مآثره رحمه الله في الوحدة الوطنية باعتباره رمزا وطنيا نذر نفسه للحوار الوطني مع كل فئات المجتمع فارتفع فوق قيود ظروف البيئة والزمن في حينه ووحد هذا الوطن المترامي الاطراف. وعد الامين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المركز مشروعا تاريخيا لمستقبل أبناء الوطن حيث سيمكنهم باذن الله من التحاور والتواصل والتفاعل وترجمة توصياتهم التي يخرجون بها من كل لقاء واثرائها لتحقيق أهداف التنمية الشاملة مشيرا الى أن المركز سيكون باذن الله همزة الوصل والتواصل والتحاور الافضل في اطار المجتمع السعودي من خلال بناء المعرفة السليمة للنفس وللآخر في مجالات الاجتماع والفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة ويسهم في ممارسة وترشيد أسلوب التحاور الجاد والهادئ ويؤكد على الاسس الفكرية المشتركة التي تجمع شتى التيارات الفكرية في الوطن الواحد واعتبار الحوار الاسلوب الافضل للنقاش وتبادل وجهات النظر وبناء قواعد وضوابط تحكمه لتعم الفائدة من تبادل الآراء وتلاقح الافكار فضلا عن اعلائه وتكريسه لمفاهيم الوحدة الوطنية في كل المجالات بين أبناء الوطن بالاضافة الى الاسهام في بلورة رؤية استراتيجية سعودية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. وقال ابن معمر ان المركز الذي يجمع المفكرين وجها لوجه على طاولة حوار حر وصريح وبرعاية رسمية ودعم مباشر من ولاة الامر نهج موفق باذن الله في سبيل الاصلاح الشامل الذي يتطلع اليه كل مواطن محب لوطنه حريص على لحمته وتماسكه ودحض الهجمات الشرسة التي تمس عقيدته ووحدته الوطنية والتنبه الى ما تحدثه عوامل التنافر والشقاق بأشكاله المختلفة من هدم لعرى التماسك والترابط وأواصر بناء العلاقات الاخوية في ظل الوطن الواحد. وشدد ابن معمر على أن وجود مؤسسة للحوار الوطني بحجم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يقتضي وجود فكر علمي وطني يركز على قضايا علمية واسهامات مرتبطة بخصوصية المجتمع السعودي وذلك كأن يركز ذلك الفكر على قضايا خاصة بتأسيس فكر الحوار والمناقشة والمداولة والاخذ والرد والتلاقح الفكري في علاقته بالمجتمع عامة. وعن الخطوات التي تم اتخاذها لتفعيل دور المركز قال ابن معمر ان اللجان المنوط بها صياغة أهدافه ووضع لوائحه وتحديد استراتيجية النظام الاساسي وآليات العمل المستقبلية وعلاقات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمجتمع ومؤسساته قد قطعت أشواطا كبيرة في هذا الخصوص لتوفير البيئة الملائمة والداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ في الوقت نفسه على الوحدة الوطنية ويسهم في بلورة رؤاه الاستراتيجية وضمان تفعيل مخرجاته. ودعا ابن معمر العلماء الفضلاء والمفكرين والمثقفين وأولى الرأي والتأثير في المجتمع بأسره الى التواصل مع أعمال المركز وانعاش برامجه باجراء وقفات ناضجة أمام الذات ومواقفها من الآخرين ليشرعوا في حوارات بناءة منطلقها التفهم والتفاهم وهدفها العيش معا بأمن ورفاه واطمئنان ووسيلتها الى ذلك بناء الوطن وذلك بممارسة دور توعوي أكبر في مجال تبصير الناشئة والشباب بوسطية الاسلام وتعاليمه السمحة التي نادت بالابتعاد عن الغلو والتطرف والتشدد وأمرت بالتسامح والتناصح لما فيه صالح المسلمين وصلاحهم موضحا أن كل الآراء والمقترحات التي دارت في جميع وسائل الاعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية كانت محل اهتمام الرصد والمتابعة والتحليل والاستفادة من قبل الامانة العامة للمركز واللجان العاملة للاهتداء بها خلال الخطط والدراسات والبرامج والمشاريع المستقبلية للمركز.