في ظل تسارع الاحداث على الساحة العالمية وفي اطار المتغيرات التي يشهدها العالم وبحكم ان المملكة جزء من هذا العالم الفسيح وان حماية البلاد والمواطنين (كما يقول سمو ولي العهد) من الافكار المخالفة والاتجاهات المؤثرة الضارة لم تعد متاحة بوسائل الحجب والمنع. كانت ضرورة البحث عن نهج اساليب جديدة تتكىء على الاقناع ومخاطبة العقل والمنطق السليم وترتكز على الحوار الهادىء المنظم وتبادل الرأي. لذا كان التوجه السامي بالموافقة علىانشاء مركز للحوار الوطني تأكيدا على حرص ولاة الامر على الحوار الفكري البناء واستمرارية هذا الحوار لبحث العديد من القضايا حتى تضحى الممارسة اسلوبا من اساليب الحياة في المملكة العربية السعودية. ويعد انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني انجازا تاريخيا يسهم في ايجاد قناة للتعبير المسؤول بعيدا عن الغلو والتطرف والتعصب وينطلق من منهج السلف الصالح ومن سماحة الاسلام ديننا الحنيف. ان هذا الوطن الذي تأسس علىالتوحيد وفي ظل راية (لا إله إلا الله) وعلى الشورى ونبذ العنف والارهاب والغلو. والسياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة منذ قيامها وحتى الان لم تشهد اعتداءات من المملكة على أحد بل كان دورها دائما التوفيق والاصلاح والسياسة المعتدلة من الجميع بالحوار الهادف البناء. ان من أهم مكتسبات المملكة منذ تأسيسها وحتى الان الوحدة الوطنية والبعد عن الغلو والتشدد.. هذه المكتسبات عمل ولاة الامر منذ عهد الملك المؤسس على المحافظة عليها وتأكيدها. وقد جاء انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تتويجا لهذه المكتسبات ومن يقرأ البيان الختامي والتوصيات التي صدرت عن اللقاء الوطني للحوار الفكري والمحاور التي تناولها من التأكيد علىالوحدة الوطنية والتنوع الفكري بين شرائح المجتمع وحرية التعبير والتعامل مع غير المسلمين في ضوء الكتاب والسنة وغيرها. ثم يشهد للتوصيات التي اتخذها هذا الحوار ويجد ان المسيرة قد بدأت من أجل ترسيخ مبدأ الحوار بديلا عن الغلو والتطرف وغيرها. وهنا وفي هذا المحور وفي اطار اليوم الوطني تضيء لهذا المكتسب لأهميته فنطرح نص الخبر الذي بثته (واس) عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ونقدم البيان الختامي والتوصيات التي صدرت عن اللقاء الوطني للحوار الفكري ثم كلمة سمو ولي العهد للمشاركين في اللقاء الوطني للحوار الفكري ثم استطلعنا آراء بعض رجال الفكر والثقافة عن الحوار الوطني.