في الماضي، كان الناس يكافحون لأجل توفير التعليم لأبنائهم، لكن مع التقدم وتطور المجتمعات أصبح التعليم حقا للجميع، بل وضعت قوانين في كثير من الدول تجعل الحاق الأطفال بالمدارس الزامياً..مسيرة «التعليم» في التاريخ قاسية ففي الماضي كان العلماء يعانون لتدوين اكتشافاتهم و تجاربهم...هذه الحصيلة العلمية الانسانية الموجودة بين دفتي الكتب، يجب أن نحترمها ونحترم السنوات التي أُفنيت من أعمار العلماء. عندما ندرس من دون هدف، ونتعلم فقط لأن الجميع يفعل هذا، فسنكون كالضائعين والتائهين في الحياة، وسنموت دون أن نترك أي أثر، دون أن نحدث فرقاً أو تغييراً، دون أن نضع بصمتنا في حياة كل من يلتقينا، ولنتذكر أننا لا نحتاج لشهادات ليقال اننا متعلمون نحن بحاجة لروح في العصور القديمة، عندما كانت أمتنا في مجدها الحضاري وكان هناك إدراك لقيمة العلم والهدف منه، وعندما كان الأجداد يدرسون بحب وبحماس ولغاية نبيلة كانت تلك الأمة تعيش نهضة وتفوقا انسانيا عظيما، لعل خير مثال في هذا السياق قصة العالم أبو بكر الرازي الذي كان في ذلك الحين عالما من علماء الكيمياء، عندما شاهد شاباً يبكي في الشارع فسأله عن سبب بكائه فأجابه بأن والده مريض ولا يملك المال الكافي لعلاجه، أخذ بيد الشاب وأبيه إلى الطبيب ودفع تكاليف علاجه، لكنه لم يتوقف هنا بل انه ومن تلك اللحظة قرر أن يغير مجال دراسته، وأن يبدأ بدراسة الطب -وقد كان عمره 40 عاماً- ورغم أنه قطع شوطا كبيرا في مجال الكيمياء وقد يفشل في الطب إلا أنه جازف، لقد أدرك أن وظيفة العلم هي مساعدة الناس، وغني عن القول انه أصبح من أعظم الأطباء، وخلده التاريخ لأن هدفه معالجة الفقراء والمساكين، وقد بات لقبه في صفحات التاريخ ب«طبيب الفقراء». في العصر الحديث حيث الأمم المتطورة تعرف كيف تجعل العلم وسيلة لتحقيق الأهداف والطموحات، مع الأسف يقف العرب في تراجع بالغ -باستثناء القلة- والذي أريد الوصول له هو أنه عندما ندرس من دون هدف، ونتعلم فقط لأن الجميع يفعل هذا، فسنكون كالضائعين والتائهين في الحياة، وسنموت دون أن نترك أي أثر، دون أن نحدث فرقاً أو تغييراً، دون أن نضع بصمتنا في حياة كل من يلتقينا، ولنتذكر أننا لا نحتاج لشهادات ليقال اننا متعلمون نحن بحاجة لروح العلم وفضيلته وأخلاقه وانسانيته أما الشهادة فتبقى كالمفتاح ووسيلة تساعدنا فلنتوجه نحوها بحماس وقوة، لنترك أثرا عميقا لخطواتنا أثناء مسيرتنا ترشد الآخرين نحو الطريق الصحيح. ولله الحمد فلدينا قيادة حكيمة تدرك أبعاد العملية التعليمية وفضائلها، ويكفي أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أحد القيادات التاريخية على مستوى العالم الذي منح شعبه وأبناءه وبناته فرصا للتعليم والانطلاق في ساحته الواسعة، وها هو اليوم يضع على رأس هرم وزارة التربية والتعليم واحداً من القيادات البارزة في بلادنا وعلى مستوى العالم، فالأمير خالد الفيصل الذي تولى وزارة التربية والتعليم هو رجل الثقافة والمعرفة، فهو من أسس الكثير من المنتديات والمؤسسات العلمية والمعرفية ولعل مؤسسة الفكر العربي واحدة من خصاله البالغة .. لذا ننتظر من سموه أن يحقق أولاً تطلعات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ثم جملة من الإصلاحات التي يجب أن تمس كافة الطلاب والطالبات وهو جدير بأن ينجح. تويتر@Afnan1000