نعيش هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوبنا, ومجيدة في تاريخنا.. هذه الذكرى تمثل ايام المجد.. تستلهم منها العبر, وتستمد منها العزائم.. هذه الذكرى هي يومنا الوطني الذي يرمز الى وحدة هذه البلاد على يد المؤسس المغفور له - ان شاء الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.. وحينما يمر بنا هذا اليوم يتبادر الى الذهن مباشرة شخصية هذا القائد الذي وهب نفسه لتحقيق أسمى غاية وما ذاك الا نتيجة لايمانه العميق بأن هذه البلاد اولى بالوحدة في الدين والدم, بعد ان عانت من الفتن, والإحن, والتنافر التي أدت بها الى الجهل, والفقر, والمرض.. ولأن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - كان صادقا مع الله حسنا في نواياه.. كان العون والتوفيق له من الله.. فطويت له الأرض, ودانت له الأقاليم.. حتى اعلنها دولة ذات كيان دينها واحد, واسمها واحد.. واذا كانت عين التاريخ ترصد هذا الحدث بملاحمه وبطولاته فان شعوب العالم ترقب هذا القائد وهو يضحي بنفسه, وبكل ما هو نفيس من اجل وحدة بلاده ليسمع العالم صوتها فتأخذ مكانتها بين الدول حتى تحقق له حلمه وكان له ما اراد.. وبلاشك فان تحقيق حلم هذه الوحدة الوطنية التي كانت في يوم من الأيام هاجس الملك عبدالعزيز.. حتى عاشه واقعا ينعم به ابناء هذه البلاد, لم يكن عملا تلقائيا وليد الصدفة, وانما هو ملحمة تاريخية امتدت لعقود من الزمن صنعها اخلاص الرجال, ووفاؤهم وتضحياتهم, فكان الثمن باهظا.. ولكنها همم الرجال, وسمو الاهداف, ونبل المقاصد هي التي صنعت هذه الملحمة.. وان عظمة هذا الانجاز التاريخي تبدو واضحة, وجلية بالمقارنة بين هذا الواقع المعاصر الذي نعيشه بجميع عناصره, الوحدوية, والاجتماعية, والاقتصادية, والتنموية يقارن هذا الواقع بحال تلك الأقاليم لو لم تتحد في ظل جميع ظروفها المحيطة الجغرافية, والاجتماعية, والاقتصادية.. ومتى ما تخيلنا هذه المقارنة وخلصنا الى نتائجها سوف ندرك حجم هذا الانجاز وعظمته. انها ارادة الله سبحانه وتعالى في ان تتوحد هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز.. الذي كان أسمى اهدافه تنقية المعتقد مما شابه من بدع وضلالات.. ليعم الدين القيم هذه البلاد.. فهي مهبط الوحي, ومهد الرسالة.. منها الاشعاع ينطلق الى اصقاع الأرض واليها تهفو الأفئدة لتأدية ركن من أركان هذا الدين, وهي وجهة المسلمين اينما كانوا في صلواتهم.. وحري بنا ونحن نعيش هذه الذكرى ان نستلهم العبر, وان نعي الدرس, في سبيل وحدة هذا الوطن ليس ترابا فقط وانما افكارا ومبادىء ايضا.. فلا غير هذا الدين القويم نبتغي, ولا لغير هذا الوطن ننتمي, ولن نستمع لناعق يهذي وقلبه مليء بالحقد الدفين, ولن تخيفنا الاقلام الحاقدة, والأصوات الحاسدة فالله حسبنا وهو نعم المولى ونعم النصير.. وسيظل هذا الوطن متحدا في معتقده ومجتمعه, عزيزا في اقتصاده, منتصرا في دينه ولو كره الكارهون.. وستظل هذه الذكرى الوطنية محل تقدير ابناء هذا الوطن جيلا بعد جيل الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.. وستظل سيرة المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز محل الفخر والاعتزاز على مر العصور. ودمت يا وطني في حفظ الله ورعايته. *وكيل امارة منطقة القصيم المساعد للشؤون الأمنية