تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم ومعها دول وشعوب العالم العربي والإسلامي بذكرى توحيدها وقيامها على يد القائد العربي المظفر جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود.. الذي قدم للعالمين العربي والإسلامي انجازا تاريخيا وعملا وحدويا اعتبره المؤرخون من أهم الانجازات في تاريخ العالم العربي المعاصر.. حيث استطاع الملك عبدالعزيز رحمه الله ان يتمم مسيرة التوحيد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الخطورة والتحدي.. جعلت عملية التوحيد امرا ليس هينا وعملا ليس سهلا.. خاصة وان معظم الدول العربية والإسلامية كانت وقتئذ ترزح تحت نير الاستعمار والسيطرة الأجنبية. ومن الملاحظات المرئية والواضحة أن المملكة منذ تأسيسها انتهجت نهج التوحيد ولم الشمل في العالمين العربي والإسلامي.. ولم تكن حاضرة بأي شكل من الأشكال في صف الفرقة والتمزق وشتات الأمة.. فمع البدايات الأولى لتوحيد المملكة ساهم الملك عبدالعزيز آل سعود بفاعلية مشهودة في تأسيس جامعة الدول العربية ليصبح للعالم العربي صوتا موحدا ومسموعا في المحافل والأوساط الدولية المختلفة.. واستمرت جهود المملكة التوحيدية في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي كأول منظمة تضم جميع الدول الإسلامية تحت مظلة واحدة بغية الوصول الى هدف مشترك يحقق مصالح المسلمين في كافة أنحاء المعمورة. واستكمالا لمسيرة هذا التوجه جاء تأسيس مجلس التعاون الخليجي كمحاولة جادة وصادقة من دوله الست لحماية أمن الخليج والحفاظ على مصالحه ومكتسباته التي تتهددها المخاطر والخطوب من آن لآخر. أما علي صعيد مواقف المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم من القضايا العربية والإسلامية.. فقد دافعت المملكة بكل ما تملك وتستطيع عن تلك القضايا وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الأعباء السياسية والاقتصادية.. وكانت قضية فلسطين واحتلال المسجد الأقصى والقدس الشريف وما زالت من أهم القضايا العربية التي تدافع عنها وتقف بصفها وتتحمل من أجلها الكثير من الاستحقاقات والمواقف العدائية المضادة. هذا وقد كان توحيد المملكة العربية السعودية بمثابة علامة فارقة.. ونقلة نوعية على صعيد خدمة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة.. وما صاحب ذلك من توسعات تاريخية واعمار للمشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة.. اضافة الى شق الانفاق وتمهيد الطرق واقامة الكباري.. وتسهيل كافة الخدمات من مياه وكهرباء واسكان ونقل واتصالات مما أفاد كافة مسلمي العالم في تأدية مناسكهم.. بصورة لم تكن لها ان تحدث لولا تلك الجهود النوعية وغير المسبوقة. وتجلت مسيرة العطاء لتوحيد المملكة بكل أبعادها على صعيد ما تحقق من انجازات تنموية في الداخل.. فقد أولت المملكة اهتمامها اللا محدود بالمواطن السعودي.. وجعلته المحور الأساسي لكل أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية ونجحت المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم في الحفاظ على المعادلة الصعبة التي تجمع بين الأخذ بكل معطيات التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث.. وبين الحفاظ على أصالتها الإسلامية وعراقتها العربية.. مما جعل نموذج التنمية السعودية مثار تقدير واعتبار لدى العالمين العربي والإسلامي على حد سواء. ومع تأسيس المملكة العربية السعودية ازدادت لُحمة العلاقات المصرية السعودية قوة وصلابة.. ونمت نموا مطردا عبر مراحل تاريخية عديدة.. حتى صارت اليوم عضدا وسندا لقضايا ومصالح الشعبين الشقيقين.. ولكافة الدول والشعوب العربية والإسلامية.. ووصل التنسيق المصري السعودي حيال تلك القضايا حد التطابق والاتفاق الكامل.. انطلاقا من حتمية وضرورة صيانة المصالح العليا والحقوق المشروعة والمكتسبات التاريخية لأبناء الأمة العربية الواحدة.. وعدم التفريط في أيا منها رغم كل التحديات والمتغيرات الدولية المتلاحقة التي تجتاح المنطقة خاصة في الآونة الأخيرة التي تتطلب أكثر من أي وقت مضى التنسيق الكامل والجهود المخلصة. فتحية خالصة وتهنئة متواصلة للشعب السعودي الشقيق بهذه المناسبة الأثيرة على قلوبنا جميعا.. ودعاء له من القلب بمزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهم الله والحكومة السعودية الرشيدة. *سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة العربية السعودية