تلقي العميد إبراهيم البحراوي إشارة من مستشفى الخانكة العام بوصول محمد عبد الحفيظ جثة هامدة و شقيقة أحمد مصاباً بطلق ناري في البطن .. أبلغ على الفور اللواء رمزي تعلب مدير المباحث والذي أمر من ناحيته بتشكيل فريق بحث لكشف لغز الجريمة .. تحريات المباحث أكدت أن محمود عبد المجيد سائق تشاجر مع جاره المدرس بسبب قيام المجني عليه برش المياه أمام منزله المجاور لمنزل السائق .. تدخل شقيق المجني عليه لفض المشاجرة فقام المتهم بإحضار المسدس و أطلق عليهما الرصاص فقتل الأخ الأكبر و أصاب شقيقه و فر هارباً .. انتقل فريق بحث إلى شارع المصنع الذي وقعت فيه الجريمة و تم جمع التحريات و أكدت أن السائق استقل سيارته الميكروباص و هرب و لم يحضر إلى منزله مرة أخرى .. تم تجهيز كمائن ثابتة وأخرى متحركة بمدينة السلام و الخانكة و جميع المناطق المجاورة و تم ضبط المتهم و أمرت النيابة بحبسه. داخل قسم شرطة الخانكه التقينا بالمتهم محمود عبد المجيد "27 سنه " الذي قال : حظي السئ فرض علي العمل و مشاركة أبي في عبء أخواتي .. بذلت كل ما أستطعت في العمل .. و كنت أدخر ما أتقاضاه من أجر أثناء عملي كعامل على إحدى السيارات و ذلك لأنفق منه على متطلباتي الخاصة و احتياج البيت .. كنت أرى الحزن على وجه أبي و لسان حاله يقول : كيف النجاة .. وما العمل لتحقيق الحياة الكريمة لأسره حاصرها الفقر .. و هكذا مضت حياتي و أنا أكافح بجوار أبي إلى أن شهدت حياتي أول كارثة ولم تكن في الحسبان حين داهم المرض أبي دون مقدمات مما تطلب مني تقديم الكثير و الكثير سواء لتوفير العلاج أو لتدبير ما ترجوه الأسرة .. و دخل أبي في دوامة العلاج حتى رحل عن الحياة وسط حزن الجميع . و يكمل المتهم و يقول : بعد عدة أعوام من العمل المتواصل بدأ الحال يتحسن عملت سائقاً على إحدى السيارات .. واصلت العمل في الليل والنهار وكبر أشقائي الصغار و ساعدوني في جمع مبلغ من المال اشتريت به الميكروباص الذي أعمل به . و قمت أنا و شقيقي الأصغر بتقسيم العمل بيننا مرة أعمل بالليل و تارة أخرى أعمل في النهار ومنذ عدة أشهر بدأت الخلافات بيننا و بين جارنا المدرس و كنت أتحاشاها .. حتى وقع الحادث .. عندما كان المدرس يرش المياه أمام منزله واقترب من منزلنا طلبت منه الابتعاد فرفض و قال " الجو حر " و أنا " أعمل اللي أنا عايزه " و نشبت بيننا مشاجرة و تدخل شقيقه .. خشيت أن يتعديا علي بالضرب وخفت على سمعتي في المنطقة وضياع هيبتي فأخرجت المسدس و أطلقت منه الرصاص لأر هابهم فوجدتهما يقتربان مني فأطلقت رصاصة استقرت في صدر المدرس و عندما زاد اقتراب شقيقه أطلقت عليه هو الآخر رصاصة و هربت بعدها علمت بأن المدرس مات و أصيب شقيقه.