مسكينة بلدي (الأحساء). بمناسبة وبغير مناسبة يكسر همزتها الناطق والكاتب. وهذا الكسر لا ترضى عنه هي. ولا يرضى عنه الشعراء والأدباء. ولا يرضى عنه المؤرخون. والمؤرخون - هنا - هم أصحاب الرأي الذي عليه يعول الأدباء والشعراء. فهذا ياقوت الحموي في (معجم البلدان) يؤصل لكلمة (أحساء) فيقول: الأحساء, بالفتح والمد, جمع حسي وهو الماء الذي تنقشه الأرض من الرمل فاذا صار الى صلابة أمسكته. فتحفر العرب في الرمل فتستخرجه باردا عذبا وقد رأى ابن منصور حسبما اورد ياقوت رأى أحساء كثيرة في البادية منها أحساء هجر او أحساء بني سعد بحذاء هجر. ويقول ياقوت - وهذا هو الشاهد او مربط الفرس كما يقولون - يقول ياقوت: والأحساء (بفتح الهمزة) مدينة بالبحرين, معروفة مشهورة - ذلك مؤرخ قديم - اما مؤرخنا المعاصر الشيخ عبدالرحمن الملا فانه يقول: عن أصل الاسم ومدلوله: الأحساء بفتح الألف واسكان الحاء المهملة وفتح السين المهملة بعدها الف ممدوة اسم مكان يطلق منذ خمس وثلاثين سنة خلت على ما يعرف الآن بالمنطقة الشرقية, وهو في اللغة كما جاء في معجم البلدان لياقوت, الأحساء بالفتح والمد جمع حسي بكسر الحاء وسكون السين. قال الحسين بن مطير الأسدي:==1== أين جيراننا على الاحساء؟==0== ==0== أين جيراننا على الأصواء؟ ==0==فارقونا والأرض ملبسة نور الأقاحي تجاد بالأنواء==0== ==0==كل يوم بأقحوان ونور تضحك الأرض من بكاء السماء==2== والحساء بفتح الحاء والسين المهملتين بعدهما الف ممدوة لغة في الاحساء.. قال علي بن المقرب:==1== يا حبذا واد الحساء فانه==0== ==0== لو ساءني واد إلى محبب==2== ومما يحسن ذكره هنا ان فيلسوف الشعرا وشاعر الفلاسفة المصري قد جاء في لزومياته ذكر الأحساء بفتح الألف وليس بكسرها. يقول ابو العلاء:==1== يأتي على الخلق إصباح وإمساء==0== ==0== وكلنا لصروف الدهر نساء وكم مضى هجري او مشاكله==0== ==0== من المقاول سروا الناس أم ساءوا تتوى الملوك ومصر في تغيرهم==0== ==0== مصر على العهد والأحساء أحساء==2== بعد ذلك كله اقول: ان ما جعلني اكتب هذه المقالة عن الأحساء هو ما ورد في هذه الجريدة يوم الاربعاء الماضي عدد 11044 في الصفحة الاولى من أعلى على اليسار جملة هي: (الأحساء اليوم) بكسر الألف وهذا خطأ كتابة ونطقا عفا الله عمن كتبها. فاتقوا الله في بلادكم وسموها باسمها فان المرء لا يخطىء في اسم أمه.. وان بلادنا هي أمنا وأرضنا وعرضنا.. أليس كذلك؟!