لا زال مسلسل التشويه يصيب بعض الأماكن والمعالم الجغرافية المعروفة في سجل التراث العربي الأصيل ولم تسلم هذه الأماكن من سهام بعض المتطلفين على موائد تراثنا وهذا يدمي ويبكي كل غيور على التراث الأصيل وكما حصل لأسواق عكاظ ومجنة والمجاز في إعطاء آراء حولهم خلاف الحقيقة جاء دورهم الساذج حول موقع حنين وأوطاس فجاء من نقل أوطاس إلى مسافة أكثر من مائة وخمسين كيلو متراً عن موقعها الأصيل ما بعد عشيرة عند ما يسمى البركة فما هو الحق في ذلك ؟وهذا الحق الفاصل هو ما ورد في المراجع التراثية الموثوقة والتي استند عليها والاجماع على ذلك أن أوطاس ترتبط بمعركة حنين وهي ضمنها كما يقول ابن هشام: (أوطاس واد في ديار هوازن كانت فيه معركة حنين). وقول: (دريد بن الصمة كبير هوازن والمعمر عندما قال بأي أرض أنتم قالوا في أوطاس ..إلى آخر الحوار ، وقيل سمي «أوطاس» لأن الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عندما بدأت المعركة قال الان حمي الوطيس وحجة ثانية نسوقها من قبل العالم المعروف المسعودي المتوفي 345ه في كتابه التنبيه والاشراف حيث يقول: (حنين واد إلى جانب ذي المجاز لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن بأوطاس). وفي كتاب أسماء المغتالين والأشراف في الجاهلية والإسلام وأسماء من قتل من الشعراء لمحمد بن حبيب ،والمنشور ضمن نوادر المخطوطات تحقيق عبدالسلام هارون الطبعة الأولى عام 1373ه مطبعة لجنة التأليف والنشر( أوطاس واد بديار هوازن فيه معركة حنين). وفي معجم البلدان يؤكد مؤلفه ياقوت الحموي المتوفي عام 626ه أن (أوطاس واد في ديار هوازن كانت فيه حنين). وفي معجم ما استعجم للبكري المتوفي عام 487 ه يذكر أوطاس بقوله (أوطاس بفتح أوله وبالطاء والسين المهملتين واد في ديار هوازن وهناك عسكروا هم وثقيف إذ اجمعوا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقوا بحنين: وقال إن دريد بن الصمة قد بلغ مائتي عام من عمره عندما سأل القوم بأي أرض أنتم قالوا بأوطاس.