فرط الفريق الهلالي في إلحاق بغريمه التقليدي النصر الهزيمة تبدو منطقية وعادلة عطفاً على المستوى الكبير الذي قدمه الأول والفرص الثمينة التي تفنن لاعبوه في إضاعتها فالهلال ظهر في أفضل حالاته الفنية حيث لعب بثقة الكبار وسيطر معظم فترات المباراة سعياً لتحسين صورته أمام جماهيره ومن أجل وقف النزيف النقطي المستمر . في المقابل كان الفريق النصراوي يفتقد التنظيم والانسجام في جميع خطوطه، فهجومه افتقد المساندة والكثافة العددية مما أراح الشريدة وخليل وظل مرمى الدعيع بلا خطورة تذكر، أما الوسط فكان محطة عبور لأحمد الحربي من اليمين والشلهوب من اليسار وبذلك أمتلك الهلال وسط الميدان واستطاع عزل الهجوم النصراوي عن وسطه، وبالتالي كانت المرتدات الهلالية تشكل خطورة كبرى على المرمى الأصفر في ظل التخبط الدفاعي النصراوي الذي أحرج الفريق كثيراً بأرتكابة عدة أخطاء فادحة كادت أن تسفر عن أهداف هلالية من الوزن الثقيل . لوبيز مدرب الفريق النصراوي ارتكب خطأ فادحاً عندما أشرك عبد الرحمن البيشي كرأس حربة وهذا ما قلل من فاعليته لأن البيشي وقع بين كماشتين الشريدة وخليل أما المحترف كاريوكا فوقع في مصيدة خالد عزيز المكلف بمراقبته فانهى خطورته تماماً . كان واضحاً ظهور خط وسط النصر بصورة مهزوزة جداً فقد لجأ لاعباه نشأت، السلامة، وجهوي، لتأدية أدوار دفاعية أكثر من كونهما يقومان بصناعة اللعب ويشكلان مصدر انطلاق الهجمات . المدرب الهلالي اديموس تعامل بواقعية بتخليه عن بعض قناعاته المتمثلة في أشراك لاعبين في مراكز جديدة كالمفرج الذي لعب محور ارتكاز في لقاءات سابقة، بينما في لقاء النصر تنبا أديموس لهذه النقطة ووظف طاقات اللاعبين كما يجب . وبالرغم من سطوع الهلال ألا أن المدرب الهلالي اخطأ كثيراً حين فضل بقاء عبدالله الجمعان وأحمد الصويلح إلى جانبه، في الوقت الذي كنا ننتظر الزج بهما لأن مجريات المباراة كانت تسير في صالح الزعيم . أضف إلى ذلك لم تكن تغييراته مقنعة على الإطلاق خصوصا عندما سحب مهاجما وأشرك لاعب وسط أقل منه كفاءة وإمكانيات في الوقت الذي كان الجميع يتنظر تدعيم موقف الهجوم . خلاصة القول .. الهلال أبدع في رسم ملامح التفوق وكان هو الأقرب للفوز من شقيقه النصر، فليس هناك داع لتبرير الإخفاق بالتحكيم أو التدريب على أرضية الملعب أو الحظ وعلى النصراويين تقديم الشكر للهلال الذي كشف حقيقة فريقهم قبل فوات الأوان . أحمد سامي الصويغ