قرأته مرة او عشرا.. ولا أخفيكم ان تكرار القراءة للاستمتاع بالثناء اولا للوقوف على مارأته من تعارض بين كتاباتي الرقيقة الشفافة والاخرى الجلادة السيافة كما رأت الاخت هدى المعجل فيما نشر لها يوم الاحد الماضي في صفحة عزيزي رئيس التحرير. وقبل ان أحاول توضيح رأيي لادحض التهمة لابد ان يعلم القراء بأني والاخت هدى لم نلتق من قبل الا من خلال مكالمة هاتفية واحدة منذ سنوات ولقاءات اخرى متكررة على الورق كباقي القراء لي ولها. ولا اعرف من نقاط التوافق بيننا سوى ان كلا منا كاتبة ومن نقاط الاختلاف انها ايضا شاعرة اما انا فلا. ولهذا ربما تستنكر علي الاخت هدى ابراز قلمي كما يبرز المحارب سيفه وهنا لانتفق. تقول هدى: (ولكن ليس قلم "أمل" الناقمة المتحدية بتجاوز غير محبب بل قلمها الرقيق الشفيف الانيق المنساب عذوبة والذي قلما تبديه لنا فمن خلال السطور اقرأ انسانة عذبة، شاعرية، مهذبة، انيقة، خلاف ما اقرأه بين السطور وفيها) عزيزتي .. قالت العرب من قبل: لكل مقام مقال. وأقول اني لا اجد تعارضا بين القوة في ابداء الرأي بالجنس الاخر اقصد النوع الذي لم يحترم انسانية الانثى وليس الجميع فبعضهم (طيبين، حلوين، بنحبهم) مرة اخرى اقول لاتعارض بين القوة والحدة حينا والرقة والشفافية والعذوبة حينا آخر. فالقلم يتحول الى سيف عندما يطلب حقا ويتحول الى ريشة ناعمة ومعطرة عندما يصف حالة انسانية راقية في الاحساس والعواطف والفكر. اما غيرها من الحالات التي تطلب حقا او تجلو صورة من صور انماط العلاقة بين الرجل والمرأة في ظل افكار من الجاهلية الاولى أوما قبلها عند الشرقيين والغربيين على حد سواء فتتطلب لغة اخرى. ان ما أكتبه نقمة وتحديا وتوضيحا له من يقرأه ويعجب به ويوافق عليه من الرجال الكرام ومن النساء وما اكتبه عذبا رائقا له من يقرأه ايضا اما عن كشف المستور وقراءة مابين السطور في محاولة فهم شخصية الكاتب فهذا من شؤون القراء ولكل منهم فهمه الخاص وقدرته على الابحار في المعنى ويهتم القارئ بما يقرأ بالدرجة الاولى لابشخصية الكاتب او الكاتبة وهو عندما يفهم شيئا منا فذلك بمقدار مايلوح له من افكار فقط. عزيزتي انت كشاعرة تواريت كثيرا خلف اسم مستعار وهذا له اسبابه ولكني اصر بما يشبه اصرارك على ان افشاء عواطف الانثى ومشاعرها على الملأ امر غير مقبول حتى من الشاعرة نفسها احيانا.. اذا (.....). واخيرا تلفتي حولك تجدى عشرات النساء اللاتي تقلدن السيف ومع هذا لم يفقدن انوثتهن او شيئا من سماتها طالما استمدت قوتها من الداخل وبأسلوب نسائي راق حتى في منطق القوة والتحدي فاختلطت القوة بالرقة في امتزاج رائع. هل غادة السمان تكفي كمثال؟ ولكن القائمة طويلة بنساء بلغن غاية العذوبة والرقة والاحساس وغاية القوة والحسم في التعامل بروح متحدية جلدة، وانتهت مي زيادة خلف قضبان مستشفى الامراض العقلية لانها ظلت تتعامل مع الرجل بالعذوبة والرقة وهو (مابيحأوش فيه)!! أو لم تحومي حول هذا المعنى في قولك: وانا بوجه اللي غدر شديت مزلاجي. وارخيت راس القلم سياف لاعدامه شكرا.. لم يزعجني رأيك ولكني اختلفت معك فقط.