قرأت منذ أيام كتابا للداعية الدكتور عائض القرني بعنوان " لا تحزن " حوى الكثير والكثير من الأفكار والرؤى المدعمة بأدلة من القرآن والسنة , واستشهد فيها المؤلف بأبيات شعرية من الأدب العربي , وكلها تساعد على مقاومة الحزن وتوابعه , وقد اخترت هذه الورقة من الكتاب لما فيها من الفائدة : ( لن يضرك السب والشتم ) كان الرئيس الأمريكي " ابراهام لينكولن " يقول : أنا لا أقرأ رسائل الشتم التي تُوجّه اليّ , ولا أفتح مظروفها فضلاً عن الرد عليها , لأنني لو اشتغلت بها لما قدمت شيئًا لشعبي . وقد قال الله تعالى ( فأعرض عنهم ) ( فاصفح الصفح الجميل ) ( فاصفح عنهم وقل سلام ) . قال حسان بن ثابت : ==1== ما أبالي أنبّ بالحزنِ تيسٌ ==0== ==0==أو لحاني بظهر الغيبِ لئيمُ==2== المعنى : أن كلمات اللؤماء والسخفاء والحقراء الشتامين المتسلقين على أعراض الناس , لا تضر ولا تَهُم , ولا يمكن أن يلتفت لها مسلم , أو أن يتحرك منها شجاع . كان قائد البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية رجلاً لامعاً يحرص على الشهرة , فتعامل مع مرؤسيه الذين كالوا له الشتائم والسباب والاهانات , حتى قال : اصبح اليوم عندي من النقد مناعة , لقد عجم عودي , وكبرت سني وعلمت أن الكلام لا يهدم مجدا ولا ينسف سورا حصيناً . يذكر عن عيسى عليه السلام أنه قال : أحبوا أعداءكم . والمعنى : أن تصدروا في أعدائكم عفواً عاماً , حتى تسلموا من التشفي والانتقام والحقد الذي ينهي حياتكم . قال تعالى ( والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) (لا تثريب عليكم اليوم) وفي الاثر: " اذهبوا فأنتم الطلقاء" ( عفا الله عما سلف ) . انتهى ... هل نستطيع فعلا نحن معشر الشعراء أن نطبق ما جاء في هذه الورقة ؟ هل بامكاننا تجاوز ما يقوله أعداؤنا الذين يكيلون لنا الشتائم والاتهامات ؟ أتمنى ذلك .. وإن كنت أعتقد بشكل كبير أن الكثير منا أصبح يحرص على بقاء أجواء الخصومة والحروب الكلامية لا لشيء الا من أجل أن يبقى تحت الضوء أطول فترة ممكنة !! (لا تثريب عليكم اليوم)