دخل عدي بن أرطأة على الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لما افضت الخلافة اليه فقال: يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك والسنتهم مسمومة وسهامهم طائشة فقال عمر رضي الله عنه: مالي ومال الشعراء فقال: يا أمير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مدح واعطى وفيه اسوة لكل مسلم قال:صدقت فمن بالباب منهم؟ قال: ابن عمك عمر بن ابي ربيعة القرشي قال: لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه اليس هو القائل: ==1== الا ليتني في يوم تدنو منيتي==0== ==0==شممت الذي ما بين عينيك والفم وليت طهوري كان ريقك كله==0== ==0==وليت حنوطي من مشاشاك والدم ويا ليت سلمى في القبور ضجيعتي==0== ==0==هنالك او في جنة او جهنم==2== فليته عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ثم يعمل عملا صالحها والله لا يدخل علي ابدا فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال: كثير عزة قال اليس هو القائل: ==1== رهبان مدين والذي عهدتهم==0== ==0== يبكون من حذر الفراق قعودا لو يسمعون كما سمعت حديثها==0== ==0== خروا لعزة ركعا وسجودا==2== أبعده الله فوالله لا يدخل علي ابدا.. فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال: الأخطل التغلبي قال اليس هو القائل: ==1== ولست بصائم رمضان عمري==0== ==0==ولست بآكل لحم الأضاحي ولست بزاجر عيسا بكورا==0== ==0==الى اطلال مكة بالنجاح ولست بقائم كالعبد يدعو==0== ==0==قبيل الصبح حي على الفلاح ولكني سأشربها شمولا==0== ==0==وأسجد عند منبلج الصباح==2== ابعده الله عني فوالله لادخل على ابدا ولا وطىء لي بساطا وهو كافر فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال جرير قال اليس هو القائل: ==1== طرقتك صائدة القلوب وليس ذا==0== ==0== وقت الزيارة فارجعي بسلام فإن كان ولابد فهذا؟؟==0== ==2== فلما مثل بين يديه قال: ياجرير اتق الله ولاتقل الاحقا فألقى قصيدة ==1== كم باليمامة من شعثاء أرملة==0== ==0==ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر==2== الى نهايتها فقال له الخليفة عمر رضي الله عنه لقد وافيت الامر ولا املك الا ثلاثين دينارا فعشرة اخذها عبدالله ابني وعشرة اخذتها ام عبدالله ثم قال لخادمه: ادفع اليه العشرة الثالثة ثم خرج فسأله الشعراء: ماوراءك ياجرير: فقال ورائي ما يسوؤكم خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء وإنني عنه لراض ثم انشأ يقول:==1== رأيت راقي الجن لا تستفزه==0== ==0==وقد كان شيطاني من الجن واقيا==2== تمنحنا هذه القصة بعد المفهوم تقبل الشعر والشعراء من الناحية الدينية اذ ان الخليفة عمر بن عبدالعزيز كان يعد الخليفة الخامس لمدى حرصه على تطبيق العدالة الاسلامية وبعده عن المحرمات بشتى انواعها والشبه المؤدية اليها لقد ادخل من الشعراء من يتوسم فيهم الصلاح والفلاح عندما ذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل الشعراء ويمنحهم العطايا. الامر الآخر ان الخليفة عمر جعل مقياسه لتقبل الشعراء ما بدر منهم من قول فابعد من اظهروا الفسق والفجور وقرب من توسم فيهم عفيف القول.. ومازلنا نردد ان الشعر مجرد كلام والانسان محاسب على ما يلفظ من كلمات ولنا الظاهر نقيس به الصلاح والفلاح وما وقر في القلب امره الى الله. وامثال الشعراء من يكتب كلمات الفسق والمجون ولعل امره اخطر وامر لأن تلك الكلمات تكون ظاهرها وباطنها ومقصدها هدم الفضيلة. ومن هنا نقول لبعض الناس في المنتديات لعلكم امتلكتم المنطق ولم تمتلكوا عفاف المنطق وظفوا تلك الموهبة بقصة تفيد المجتمع او بكتابة مقال هادف ذي ابعاد دينية يكون لكم عونا على جمع الحسنات ومحو السيئات وكيف لا يكون ذلك وربكم اعطاكم تلك الموهبة ليختبر اين تضعونها فلا تضعوها فيما يسوؤكم يوم لا ينفع مال ولا بنون. مهنا صالح الدوسري