أعلن بنك التنمية الآسيوي أن وباء الالتهاب الرئوي الحاد الغامض قد يتسبب في اضرار أكبر مما هو متوقع بالنسبة للنمو الاقتصادي في آسيا عام 2003 ما لم يتم السيطرة على تفشي الوباء في منتصف الشهر المقبل. وأوضح البنك في تقريره السنوي عن مستقبل التنمية لعام 2003 ان وباء سارس من شأنه أن يعرقل النمو الاقتصادي في آسيا ومنطقة المحيط الهادىء بنسبة تتراوح بين0.1 و0.2 في المائة عام 2003. وحذر من أنه "إذا لم يتم احتواء الوباء في منتصف مايو المقبل، فالاثر الاقتصادي على التنمية في آسيا سيكون أوسع نطاقا وأعمق بكثير". وأشار التقرير إلى أن تفشي الوباء أثر بالفعل إلى حد كبير على السفر والسياحة التي تعد مصدرا أساسيا للدخل في آسيا، وكذلك على قطاعات خدمات فرعية تتصل بها مثل الفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة. وأضاف ان استمرار العدوى لفترة طويلة سيضرب أيضا الصادرات التي تعد جانبا رئيسيا في الاقتصادات الاسيوية إلى جانب السياحة. ورغم هذا الخطر ، تنبأ بنك التنمية الاسيوي بأن إجمالي الناتج الداخلي في مجموع 41 دولة في آسيا ومنطقة المحيط الهادىء سيزيد بنسبة5.3 في المائة عام 2003، مما يعد أفضل من النتائج في الولاياتالمتحدة واليابان ومنطقة اليورو. وأضاف التقرير انه من المتوقع أن تستمر هذه الدفعة القوية في عام 2004 بزيادة إجمالي الناتج الداخلي في دول آسيا الاخذة في النمو بنسبة 5.9 في المائة. ومن المتوقع أن تسجل الصين أكبر أداء في شرقي آسيا عام 2003 على الرغم من تعرض اقتصادها لضربة قوية من جراء وباء سارس ، وذلك بنمو إجمالي الناتج الداخلي لديها بنسبة7.3 في المائة أي أقل من العام الماضي الذي سجلت فيه ثمانية في المائة. ويتوقع البنك أن ينخفض إجمالي الناتج الداخلي في هونج كونج بنسبة 0.6 في المائة ليسجل اثنين في المائة في العام الجاري. وفي جنوب شرقي آسيا، ستسجل فيتنام أكبر أداء مع نسبة نمو متوقعة لعام 2003 تبلغ6.9 في المائة، في حين يزداد النمو في سنغافوره التي لحقت بها أشد الاضرار من جراء وباء سارس بنسبة 3.2 في المائة. ويتوقع بنك التنمية الاسيوي أن يقفز إجمالي الناتج الداخلي في جنوبي آسيا إلى 7.5 في المائة عام 2003، بعد نسبة 4.2 في المائة عام 2002 وذلك بسبب تحسن الاداء في الهند التي تمثل ثلاثة أرباع اقتصاد المنطقة. ومن المتوقع أن تنخفض نسبة النمو الاقتصادي في آسيا الوسطى بنسبة 5.8 في المائة عام 2003 ، بعد نسبة 7.7 في المائة عام 2002 بسبب تباطؤ إنتاج النفط والغاز. ومن جانب آخر، من المتوقع أن ترتفع نسبة النمو في منطقة المحيط الهادىء إلى2.4 في المائة عام 2003 بعد 0.9 في المائة عام 2002. وأكد التقرير أن القوى الدافعة الاساسية وراء قوة الاقتصاد المتوقعة في آسيا ومنطقة المحيط الهادىء هي قوة الطلب الداخلي المتوقع وتحسن أداء التصدير وسياسة الدعم التي تهيء أجواء مواتية والسياسات الضريبية والنقدية المتحفظة. وبغض النظر عن وباء سارس، قال بنك التنمية الاسيوي ان المستقبل الاقتصادي للمنطقة "معرّض بشدة" لاخطار تتمثل في الضعف في الدول الصناعية وحرب العراق وأثر الارهاب على الاعمال التجارية والسياحة. وأشار البنك إلى أن "السياحة تمثل حوالي تسعة في المائة من إجمالي الناتج الداخلي في دول آسيا الاخذة في النمو وسبعة في المائة من الوظائف". وأضاف قائلا "إن النشاطات الارهابية يمكن بذلك أن تؤثر بصورة مباشرة على كثير من اقتصادات المنطقة بالنسبة لاجمالي الناتج الداخلي والوظائف وميزان المدفوعات".