علمت ان المسرحية الجديدة لصديقي الكاتب المسرحي الشهير نادر ابو كرشة ستعرض بعد ايام في احدى الدول الغربية في اوروبا على خشبة اشهر المسارح العالمية هناك، وعنوانها (صحن الكبسة) وعلى الرغم من انني اعرف تماما أن جميع مسرحياته التي ألفها كانت فاشلة تماما، ولكن عجبت اي عجب عندما علمت ان واحدا من اكبر المسارح العالمية سيعرض مسرحيته، طلبت منه نسخة من نص المسرحية كي اقرأها وعلى الفور بعث لي ملفا فيه اوراق بيضاء، لم يكتب فيها حرف واحد، لكن احد الاصدقاء حضر المسرحية وروى لي ان هذه المسرحية حازت على اعجاب النقاد الغربيين من كل انحاء اوروبا، عندها علمت انها على نمط لوحات الفنان الشهير بيكاسو، تلك اللوحات التي يفهمها القليل من الناس ويصفق لها الكثير منهم، أو هي اشبه بالمفاهيم المقلوبة التي اخذت تنتشر في الغرب بعد احداث 11 سبتمبر والتي مفادها ان الجمعيات الخيرية في العالم الاسلامي جمعيات ارهابية، المهم في الامر، اضاف صديقي قائلا: عندما رفع الستار عن المسرح لم نلحظ اي ديكورات على الاطلاق، وكانت في وسط المسرح (طاولة) كبيرة، وضع عليها صحن مملوء (بالرز) وفوقه خروف (نعيمي) وظل الستار منفرجا على هذا المنظر، ثم اسدل الستار بعد 30 دقيقة، دون ان يظهر أي ممثل أو ممثلة على خشبة المسرح، والغريب ان الحضور صفقوا تصفيقا قويا وبحماس، وقاموا احترما من على مقاعدهم اعجابا بهذه المسرحية، ثم وبعد قرابة خمس دقائق، ارتفعت الستار مرة اخرى عن الفصل الثاني، ولم يكن هناك شئ قد تغير، سوى ان (المفطح) قد تغير موقعه من وسط المسرح الى اقصى يمين المسرح، وظل الستار مفتوحا لمدة ثلاثين دقيقة اخرى، ثم اسدل الستار عن الفصل الثاني وكررت العملية في الفصل الثالث، الا ان صحن (المفطح) قد وضع هذه المرة الى شمال المسرح، وبعد نهاية المسرحية ان صح التعبير بأنها مسرحية قام الجمهور الغفير بالوقوف والتصفيق بحماس منقطع النظير، ثم اضيئت الانوار واخذ بعض الحضور يصافحون ويقبلون صديقي الكاتب المسرحي الشهير نادر ابو كرشة، ولم يعرف صديقي ماذا كان يقصد هذا المختل من هذه المسرحية السخيفة والمفاجأة انه في اليوم التالي قامت الصحافة الاوروبية تمجد هذه المسرحية. واجمع كتاب المقالات والنقاد على انها اروع مسرحية عرضت في هذا القرن، وليس هذا فحسب بل انشغلت تلفزيونات الغرب في عقد الندوات الممجدة لهذه المسرحية العقيمة والامرمن هذا وذاك ان البروفسور الايطالي ديكانو سبيكاتي ال ميكورونو قال ان مسرحية (صحن الكبسة) تعد من اروع المسرحيات المحلية التي وصلت الى العالمية في هذا القرن وقال المحلل المسرحي الالماني المشهور دربيكافيلي بير: ان هذه المسرحية تجعل المتفرج يتخيل الاحداث التي تعجبه دون ان يفرض عليه نص من اي كان وان الكاتب المسرحي نادر ابو كرشة منح المتفرج الاوروبي حرية الخيال فلم يقيد خياله بأحداث ولا قصة ولا حوار ولا شخصيات وهذا شيء نادر في المسرح العالمي ويعد ابداعا فنيا فذا، وقال الناقد المسرحي البريطاني جون دب جون مسرحية (صحن الكبسة) جعلتني اتخيل ان من يأكل هذا النوع من الطعام لابد ان يكون ذا كرشة عظيمة ولابد انه يباعد بين قدميه حين يمشي ولا يمكنه ارتداء البنطال وهذا جعلني اضحك طوال عرض المسرحية وهي في نظري من اروع المسرحيات الكوميدية بينما العالم الايطالي آل ميكورونو قال انها مسرحية تراجيدية فهي جعلتني اتخيل ان الناس الذين يأكلون هذا النوع من الطعام محرومون من السلطة والشوربة والفاكهة التي تساعد في عملية الهضم فهم اناس لايأكلون سوى اللحم والرز وقد ذرفت الدموع وتألمت كثيرا وانا اتخيل هذا النوع من البشر وهم في امساك معوي مزمن وقد ارهقتهم البواسير ايما ارهاق بسبب هذه العادات السيئة في الاكل. في الحقيقة انتابني الذهول وبدأت انساق مع هذه الاراء ووجدت ان صديقي الكاتب المسرحي المشهور نادر ابو كرشة قد ابدع في الكتابة المسرحية والدليل على ذلك انه استطاع ان يمدنا بخلافات جوهرية في تخيل احداث هذه المسرحية فمن المشاهدين من وجدها كوميدية ومنهم من وجدها تراجيدية وهذا نادر في عالم الفن المسرحي وانا على ثقة انه بعد ان يطلع بعض الكتاب العرب على ما قيل عن هذه المسرحية في الغرب سوف يشيدون بها كما اشادوا ببعض رسومات بيكاسو رغم ان الكثير منهم لايفهم ماكان بيكاسو يعني بلوحاته وان بيكاسو في واد وهم في واد اخر وليقيني بان بعض كتابنا العرب سيجرون خلف تلك الاراء ولو دخل (الخواجة) الى جحر ضب لتبعوه وهذا ليس بالغريب على بعض الكتاب فعقدة (ابو كبوس) الخواجة لاتزال تفعل افعالها في عقولهم.