أسدلت مسرحية «أشباح أم سرور» الستار على عروضها المقدمة بمناسبة عيد الأضحى المبارك وسط حضور لافت، نافست به العروض المسرحية لبقية المهرجانات المقامة في المنطقة الشرقية. ووصفها كاتب ومخرج المسرحية حسان الغريب، ب «الرعب الفني البسيط». وسلّّط الغريب، من خلال المسرحية، الضوء على «الأبناء من أبوين مختلفين»، مبيناً: «يصف البعض إخوتهم إذا كانوا من أب أو أم مختلفين بطريقةٍ غير لائقة، حين يشير إلى أحدهم بأنه أخ من أب آخر، أو أم أخرى، ما يمثل فجوة في التعامل الأخلاقي بين الإخوة، وهو ما استفزني ككاتب ومخرج لأطلق من خلال المسرحية الرسالة التي أرجو من خلالها وضع حدٍ لتصنيفات غير مقبولة اجتماعياً، فالأخ هو أخ وعضد، وإن اختلف الأبوان». وعن فكرة المسرحية، قال ل «الحياة»: «أربعة أشقاء يجسّدون من خلال المسرحية أدواراً لشخصيات مختلفة، وهم الممثلون: أحمد الناجم، محمد القاسم، حسن الخلف، وأنا، ومن يؤدي دور الأب خليفة خليفوه. وتتطور قضية الأبناء مع أم سرور، وهي زوجة والدهم الأخيرة، التي أرادت السيطرة على المنزل الذي يعيش فيه أبناء من أمهات مختلفات، فمارست طرقاً غير مشروعة لتحقيق مآربها في السيطرة على المنزل والأب، وتمت إدارة الحبكة بطريقة جيدة، من دون أن يكون الرعب النوعي الاستعراضي الكوميدي في المسرحية مخيفاً بالمعنى المعروف، وإنما بالطريقة الكوميدية الخفيفة». وإذا كان بعض المتلقين وجدوا في المشهد الختامي للعرض عدم تناسب مع واقع الفكرة، فإن الغريب يقول: «وصلتنا بعض الآراء، ما جعل طاقم العمل يجتمع سوياً لتدارك الأمر. وتداركنا الموضوع بالفعل في العروض الأخيرة، من خلال الأغنية التي عُرضت، ولحسن الحظ أننا في تواصل مع الجمهور، لنتفق على الوجهة الجديدة بمشاركة فكرهم وتفاعلهم، وسعدنا بوجود تناغم في الفكر بيننا وبين المتلقين، كنوع من التفاعل المحمود». وعن الفارق بين جمهوري العيد والأيام الأخرى، أوضح أن «جمهور العيد يريد تمضية وقت ممتع، وإذا لم نمنحه غايته فلن يقبل. بينما جمهور ما بعد العيد، يريد رسالة محكمة ومحبوكة، ويريد أن يفهم، ويحسب الأخطاء بالدقة، وهو ما يزيد المسؤولية على عاتقنا». وحول آراء النقاد والصحافة الخليجية التي تابعت المسرحية، ذكر أنهم «اتفقوا على قبول المسرحية ضمن إمكاناتنا المحدودة، التي تختلف عن إمكانات الآخرين التي تدعمها جهات أخرى، والتي نافسنا من خلالها مسرحيات كبرى عُرضت في المنطقة، إضافة إلى أن أماكن المسارح محدودة في المنطقة. وقامت بعض المهرجانات بعرض نحو ست مسرحيات على مسرحٍ واحد، ما يشكل ظلماً للمسرحيات المقامة». وعما ينقصهم كمسرحيين للنهوض بالمسرح في المنطقة، قال: «مضاعفة الجهد من المسؤولين في الدعم المعنوي والمادي، فجمعية الثقافة والفنون لا تستطيع دعم الجميع، ومع ذلك تمكّنا من وضع أنفسنا في موضع المنافسة مع الآخرين الفاعلين النشطين في المجال المسرحي».