عزيزي رئيس التحرير الكثير منا يتعرض بصورة كبيرة للضغوط. منا من يعانيها ومنا من يستسلم لها وما الحياة الا ضغوط ولكن لو استسلمت لها ستواجه ضيقا شديدا وسينخفض اداؤك بصورة كبيرة. ان القليل من الضغط يجعلك تصاب بالملل وقلة الدافعية وعدم الميل لعمل اي شيء او النجاح فيه. اما اذا كان الضغط كبيرا فسيصيبك بالرعب والهلع والتجمد في مكانك لفترة من الزمن ومن ثم ستعاني الضعف وانخفاضا في مستوى التفكير لديك. ولكن مارأيك لو ان هذه الضغوط عززت من ادائك وابتكارك. نعم هذه حقيقة.. وما عليك الا ان ترحب بهذه الضغوط وتحولها الى وسيلة ايجابية في ادائك، بدلا من ان تدعها تحطمك. ان الضغوط تتغير بتغير الاعمال التي يقوم بها الافراد او نوع المشاكل التي يواجهونها او القرار الذي يتخذونه، واوقات عملهم. وحتى الشخص المرن قد يتعرض لسلسلة من الاحداث العنيفة في حياته مثل الموت، الطلاق، تغيير المنزل، او الوظيفة... الخ. واذا حدثت كل هذه الامور في وقت واحد، يظهر اثرها مضاعفا في وجود الضيق. ولكي تستفيد من الضغط لابد من مواجهته، ولمواجهته انصحك بالآتي: اعرف ما يدور بنفسك وارفع درجة التحدي والتحمل لديك بصورة واعية وايجابية. ارفع درجة احترامك لذاتك وثقتك بنفسك وحول هذه الثقة الى نجاحات. حافظ على توازنك وخصص وقتا للاسترخاء عندما تنتهي من العمل. ولتتمكن من تحويل الضغط لنجاح عليك القيام بما يلي: اولا: سجل الضغوط التي تعرضت لها. دون نوعية الوظائف والمواقف التي سببت لك التوتر العصبي والضيق في الماضي. قسم المهام الحالية المشابهة الى اجزاء يسهل التعامل معها وتستطيع مسايرتها. دون المهام التي تعرف انك انجزتها لكنك وجدتها مملة وغير مشجعة. أضف روح التحدي على العمل كأن تلتزم بتسليم العمل قبل الموعد المحدد او ان تحطم الرقم القياسي لنفسك. فكر في طرق افضل للقيام بالعمل او حتى الغاؤه. سجل منجزاتك في التكيف مع الضغوط، وهنيء نفسك وكافئها على ذلك. ثانيا: غير وجهة نظرك. اليك بعض النصائح لتغيير وجهة نظرك: انظر الى السلوك الانفعالي على انه مشكلة الاخرين ولاتدعه يؤثر عليك. لاتحمل غلا او ضغينة لاحد في قلبك. اعد صياغة الموقف اما بتغيير القصد منه او وضعه في سياق مختلف، وسل نفسك: في اي اطار سيكون هذا الموقف مقبولا؟ وهل سيختلف رد فعلك حيال التوتر العصبي اثناء العمل او المنزل او في مواقف اجتماعية بعينها؟ تخيل اسوأ ما سيحدث، وقرر ماذا ستفعل حياله. تقبل الاسوأ ذهنيا، وفكر في بصيص من النور، وتذكر ان بعد الضيق فرج. ثالثا: انظر الى الجانب المضيء والمبهج. حاول رؤية الجانب الفكاهي في مواقف التوتر العصبي. استمتع بحياتك كما كنت تفعل وانت طفل، فنحن نحقق انجازات رائعة عندما نستمتع بما نفعل. رابعا: تغلب على القلق برد فعل ايجابي. حدد ما تريد، وضع في خيالك دائما ما تريد بدلا من مالاتريد. افعل شيئا، وكن مرنا كي تغير مما تفعل. خامسا: لاتقلل من شأن نفسك. ولتحسين صورتك عن نفسك قم بما يأتي: راقب حديثك مع نفسك، ولاتقلل من شأن نفسك فهذا الوهم لديك يمكن للعقل الباطن ان يتقبله كحقيقة. تحدث مع نفسك بما هو ايجابي ومثير للثقة بالنفس. هنئ نفسك وكافئها. فسر ما تقوم به بصورة ايجابية، فاذا أديت عملك باتقان، فلا تقل انها ضربة حظ وان فشلت، فقل: انها بسبب عدم التوفيق، او لانك لم تصب هذه المرة. سادسا: اهدأ واسترخ. تذكر ان العقل السليم ينمو بسرعة في حالة استرخاء الذهن وعدم الاستعجال. تعلم ان تسترخي ثم: امنح عقلك السليم مهلة من الوقت. ركز على الانجاز بدلا من العمل في حد ذاته. ضع ذهنك في حالة استرخاء كاف، واستمع الى صوتك يعلو بداخلك. كون اهتمامات وهوايات تنمي ايقاع الحياة الهادئ، والتفكير، والخيال، والابداع. وفر وقتا للتأمل والتفكير. سابعا: كن واثقا بنفسك. ولتقوية ثقتك بنفسك انصحك بما يلي: لاتتول المسؤولية الملقاة على عاتق الاخرين مالم تتناسب مع اهدافك طويلة المدى. لاتقل نعم عندما تريد ان تقول لا. لا تجهد نفسك كثيرا لارضاء الغير. كن واثقا من تقديرك لنفسك، واعرف حقوقك، وابدأ في تحديد ما تريد. ثامنا: اصنع نموذجا لافضل ما لديك. تذكر باستمتاع وقت كان اداؤك على خير ما يكون، وتذكر معه كل المناظر والاصوات والاحاسيس المقترنة بنجاحك، عش هذه الحالة وفكر في معايشتها مجددا. واذا حرصت عزيزي الزائر على القيام بما سبق من نصائح استطيع ان اؤكد لك انك سوف ترحب بالضغوط في رحلتك القادمة الى اداء افضل. فؤاد عبدالله الحمد