لاشك في ان الممارسة والاحتكاك المباشر في مشاكل العمل والمخاطر الوشيكة الحدوث، التي وان لم تعالج بطريقة جيدة وفعالة قد تتحول الى كوارث وحوادث، لاسمح الله يصعب عندها التحكم في نتائجها على المستوى الاداري والقيادي، الموجود على رأس العمل، ويتم اللجوء الى مستوى اعلى، وقد يصل الامر لحضور الرئيس العام لشركة مثل (ارامكو السعودية) او (سكيكو) او معامل البتروكيماويات بأنواعها. وقد يصل اعلى مدير او رئيس او ربما الوزير في حالات حدوثها في احد مرافق ومنشآت احدى الوزارات. ومن هنا لابد بل الواجب من اصحاب المصانع والشركات الكبرى والمؤسسات الخاصة والعامة تكثير وتكثيف التجارب الوهمية وتوقع الاسوأ والأعظم فداحة وخطورة حين تحديد الموقع والمكان الذي يتم اختيار اللجنة الخاصة بتنظيم التجارب الوهمية، ووضع سيناريوهات لتتبع تسلسل الاحداث والخطوات التي ينبغي الاخذ بها، والقرارات الفورية الواجب قطعها. ومن خلال السيناريو الموضوع يتوقع المسؤولون في اي ادارة اتباعها ولابأس ان تغير السيناريو اثناء التحكم في خطره، المهم ان يؤدي الى نفس النتيجة الناجحة لمنع حدوث مصيبة او كارثة. ويعين لهذه المهمة مسؤول خاص لامجال في اختياره لمجاملة او محاباة او توصية او حتى اعجاب بالشكل ولا ليس الالطف والاقرب بصفة شخصية لمدير المعمل اوالمنشأة العام. فنصيحة لجميع المديرين والرؤساء، ان لاتوضع هذه الامانة خاصة موارد الوطن الاقتصادية والمنشآت الحيوية في ايدي من لايقدر عظمة واهمية هذه الوظيفة القاسية والمعقدة، ولايعين فيها من لايعرف كل صغيرة وكبيرة في مجال عمله، ولا يختار من هو يحمل معه صفات القائد المتردد والضعيف الذي يهتز عند اي مشكلة بسيطة او كبيرة، فهذه الشخصية نظلمها حين نعطيها لمثل هذه الشخصية، لانه من المؤكد سيحال الى اعفائه من هذا المنصب عند حدوث الكوارث، لانه سينهار ويصاب بحالة هستيرية ان لم يغمى عليه بسبب ما قد يراه امامه وهو عاجز من الخوف عن التصرف والتحكم والقيادة فالحدث اكبر منه بكثير ولاتعطي للطائش المتهور الذي لايفكر جيدا او لايستشير من حوله قبل اتخاذ اي قرار. ولاتعطى لمن لايجيد المخاطبة باللغتين العربية والانجليزية وبطلاقة. بل تعطى للجريء والواثق منه رؤساؤه والواثق في نفسه والتعامل مع الحدث بهدوء وتأن وروية من غير ان يربك الاخرين او من يتلعثم في نقل وارسال المعلومات واتخاذ الاجراءات الفورية التي لامجال فيها للتأجيل. وتعطى لمن يتحدث من دون خوف او رهبة ومن دون ان ترتجف يداه وتيصبب عرقه، بل تعطى لمن يسمعه الجميع الذين حوله، والذين يراقبون اتصالات الحديث عبر الاجهزة اللاسلكية ويفهم منه ويفهم من غيره. ولانعطيها لمن سكوته، يظن به انه الالمام بكل شيء ولكن قوته وثقته في نفسه، لاتستدعي منه الاطالة في المناقشة فهذا يخشى منه ولابد من وضعه في المحك حتى يتضح امره. فمن واجب جميع المديرين واصحاب الاعمال والصناعات عمل حريق او تسرب غاز او كيميائي وهمي كل حسب عمله على كل مسؤول يومه مرة واحدة في الشهر ويطلق على هذه الوظيفة (ناظر نوبة) وفي ساعات النهار حتى يتسنى للمسؤولين مراقبته وتقييمه. ومن خلال التجارب الوهمية تعرف نقاط الضعف والقوة في جميع طاقم المعمل او المنشأة، وحتى في وسائل التحكم واجهزة الاتصالات وادوات مكافحة الحرائق وتسرب السموم. فهذه التجارب حقل علمي في دراسة الاخطاء والعيوب كي تدرك في المرات القادمة. وختاما علينا بالقائد المحنك الملم بعمله وبالاعمال الاخرى المترابطة معه، وعلينا اثناء التجربة مراقبة الجميع من موظفين واداريين ومن وسائل واجهزة ومواد للتأكد من سلامتها. فعلينا بالعمل من الآن فهذه من ضمن مسؤوليات فريق العمل في كل نوبة وتقع المسؤولية في التأكد من القيام بها على المديرين والرؤساء واصحاب الشركات والمؤسسات والمصانع. اللهم جنبنا وجنب هذا الوطن العزيز كل كرب ومكروه والله من وراء القصد.