بدأ ضيفنا عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة (الاقتصادية) عمله الصحفي كمراسل لجريدة (الرياض) من محافظة جدة، وحسبما يقول في لقائنا انه دخل المسار الحقيقي للصحافة من مكتب الأستاذ تركي السديري، عندما كلفه بالإشراف ومتابعة صفحتي التنمية، اللتين كانتا تصدران في (الرياض) حينذاك. سافر الفايز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية فجأة، لاستكمال دراسته العليا، وبعد عودته من هناك أيضاً عُين في جريدة الرياض، مدير تحرير للشئون الاقتصادية، ومن هنا يعتبر ضيفنا أنه دخل التحدي الحقيقي في عالم الصحافة ليبدأ مشواره به. المعروف عن الفايز أنه هادئ بطبعه، لا يخرج من مكتبه خلال ساعات عمله اليومي في الصحافة، وهذا ما يعلل لماذا لا يحبذ الإثارة الإعلامية عبر صفحات الجريدة.. ويقول في حديثنا هذا: الإثارة أصبحت كالبضاعة الفاسدة، التي لا يتقبلها قراء الصحف اليوم خاصة (حسب حديثه)، أنهم تعدوا هذه الإثارات، بوعيهم وانفتاحهم على العالم. بداية الطريق @ حدثنا، بداية، عن دخولك الصحافة من خلال صحيفة الرياض. بداية عملي الصحافي الحقيقي كانت بعد تخرجي في كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز قسم الإعلام صحافة، فقد بدأت عملي محررا في مقر الجريدة في الرياض، بعد أن كنت مراسلا للجريدة في مدينة جدة، وأقول: بداية حقيقية، لأنها فعلا وضعتني أمام قدراتي الحقيقية، ومازلت أذكر اليوم الذي دعاني فيه الأستاذ تركي السديري إلى مكتبه، وأخرج مجموعة من المقالات والتحقيقات، التي تم إعدادها لصفحتي التنمية حينئذ، وقال: خذ هذه وراجعها، وأعد صياغتها، ثم أعدها إليّ جاهزة مجازة للنشر، حينئذ أدركت أن المواجهة مع الذات قد بدأت على أرض الواقع، وكانت مواجهة ثرية بكل التفاصيل الممتعة، الآن عندما تعود إليها الذاكرة، والأستاذ تركي السديري وضعني فعلا في بداية المسار الحقيقي في مهنة الصحافة. التحدي @ عند دخولك القسم الاقتصادي في جريدة الرياض.. هل كان هذا الاختيار الوحيد الذي وضع أمامك؟ وما علاقة هذا التخصص بدراستك الجامعية؟ أيضا مرة أخرى، عندما عدت من الدراسة في الولاياتالمتحدة كلفني الأستاذ تركي السديري بإعادة هيكلة القسم الاقتصادي، بالإضافة إلى عملي مشرفا على ندوة الثلاثاء والتحقيقات، وطلب أن يرى شيئا جديدا في الصحافة السعودية، ووفر لي دعما غير محدود، وكان هذا (الخيار/ التحدي) فرصة لاستثمار ما درسته عن الإعلام الاقتصادي، وما اكتسبته من خبرة ثرية أثناء عملي الرسمي في مركز المعلومات في وزارة المالية، وبتعاون الزملاء في القسم، ودعم رئيس التحرير استطعنا أن نقدم تطويرا نوعيا في الصحافة السعودية، عبر إدخال الصفحات المتخصصة، وهذه كانت لها أهداف فنية وظيفية، مثل إيجاد الصحافي المتخصص، وأيضا لها هدف وطني، هو استقطاب (المتخصصين المحترفين) إلى دائرة الحوار الوطني حول قضايانا المختلفة، التي لم يكن التبويب التقليدي في الصحافة السعودية يتيح لها المكان والزمان المناسبين لتقديم أفكارها ورؤيتها الوطنية، وكانت هي الشيء المناسب الذي يعطي التميز النوعي، وهذا ما كنت مقتنعا به منذ أيام الدراسة، وجاءت الفرصة لتطبيقه. البضاعة الفاسدة @ في أول يوم لتسلمك مهام رئيس التحرير أحدثت تغييرا فنيا ملاحظا في الجريدة.. هل سينعكس هذا على مضمونها؟ ما تتحدث عنه لم يكن سوى تغيير بسيط، ولكنه كان ضروريا، مثل إدخال كاريكاتير جديد، وكلمة افتتاحية للجريدة، وإجراء تغييرات على طبيعة الصفحة الأولى، بالذات التخلص من الإثارة غير الموضوعية، التي تجاوزها القراء بوعيهم وتفتحهم الذهني الإيجابي على طبيعة المادة الإعلامية، فالكثير من القراء للصحف في السعودية، ونظرا لانفتاح السوق الإعلامية في بلادنا، وكثرة الخيارات المطروحة أمام الناس، كل هذه رفعت مستوى التعرض للمادة الإعلامية، وهي ثمرة لتنامي الوعي في مجتمعنا، حيث أصبح القارئ أكثر (انتقائية) في تعرضه للرسالة الإعلامية، وقناعتي بهذه التبدلات الإيجابية في مجتمعنا استدعت التدخل العاجل، لترويض الإثارة واحترام وعي الناس وذكائهم، فالإثارة تبيع بضاعة فاسدة. طبعا التغييرات مستمرة، وهذا الأسبوع خرجت (الاقتصادية) بشكل ومحتوى جديدين، وفي خطتنا أن التغيير والتطوير الحقيقيين سوف يكونان في الشهور القادمة، و(الاقتصادية) ستكون جريدة متخصصة بشكل كبير في الشأن الاقتصادي. المغامرة @ كيف ترى مستقبل الصحافة الاقتصادية؟ وهل أُعطيت ما تستحقه من مساحة، أم يجب إعادة النظر فيها من جديد؟ أعرف أن هناك من يرى أن الصحافة الاقتصادية مغامرة سلبية النتائج، والذين يروجون لهذا التصور يصدرون عن نظرة ضيقة، جاءت بفعل توقف النمو المعرفي، وحصيلة التجارب في ظروف مختلفة، وأوقات ساكنة، وإمكانات محدودة، وأيضا هؤلاء يصدرون عن مناخات البيئة الصحافية العربية، التي ترى أن المواد المثيرة الخفيفة هي التي تبيع الصحافة للناس، ودون شك أن هذا التصور (ترويج للوهم)، وتأخير حضاري يعوق نضج الصحافة مهنيا وفكريا. لدي قناعة تصل إلى آفاق الخيال أن الصحافة الاقتصادية في السعودية استثمار ناجح 1000 في المائة، إذا أدير المشروع باحترافية ومهنية حقيقية، بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات، وبفهم لطبيعة المرحلة وطبيعة القطاع الخاص، فنحن في المملكة نتوجه استراتيجيا إلى تعزيز اقتصاديات السوق، ولدينا برنامج وطني كبير، هو التخصيص، والقطاع الخاص ينمو ويتوسع بشكل كبير، ودخول الناس الواسع في الاستثمار في الأسهم جعل الاقتصاد وقضاياه الأساسية تدخل كل بيت، والآن قضايا الإسكان والعمل جعلت الاقتصاد ومعطياته تتحول إلى هم حقيقي لكل الناس الجانب المهمل @ هل تستطيع أن تقول إننا نملك صحافيين اقتصاديين يعرفون كيف يتعاملون مع المتغيرات الاقتصادية العالمية؟ من حسن الحظ أننا نملك الكثير من الاقتصاديين السعوديين، الذين يعرفون كيف يتعاملون مع بيئة الاقتصاد الدولي، وأغلب هؤلاء من فئات عمرية صغيرة ومتوسطة، ووجودهم يشكل مصدرا مهما لإعداد كوادر متخصصة في الاقتصاد الدولي أو حتى المحلي، والصحف الجادة تستطيع أن تستقطب هؤلاء، وتعيد تأهيلهم، لاستيعاب أساسيات ومهارات التحرير الصحافي، وإعداد اقتصادي ليكون محررا أو صحافيا اقتصاديا أسهل بكثير من إعداد صحافي ليست له خلفية اقتصادية أكاديمية. ولو عدت إلى السؤال فالإجابة هي أن الصحافة لا تفتقر إلى الصحافي المتخصص في الاقتصاد فقط، بل هي تفتقر إلى الصحافي المحترف المتخصص في مجالات عديدة. وهذا من التحديات القائمة والمستقبلية لصناعة الصحافة السعودية، ولعل القيادات الصحافية السعودية، ومعها وزارة الثقافة والإعلام، تدرك مسؤولياتها تجاه ضرورة التوسيع النوعي والكمي للموارد البشرية الصحافية في السعودية، فهذا الجانب ظل مهملا لزمن بعيد، ومع الأسف أن الوضع لم يتغير حتى الآن. التغيرات @ مع ذكر التغيرات الاقتصادية العالمية أخيرا.. كيف ترى تعامل الصحافة معها؟ وهل تتوقع استمرارها لفترة أطول من ذلك؟ وما أفضل الحلول لها في رأيك؟ إذا كان المقصود من السؤال هو التغيرات الأساسية التي ستحدث للاقتصاد العالمي، مع التوسع في تطبيقات العولمة، وفتح الأسواق، بخصوص هذا الجانب ومدى تعامل الصحافة السعودية معه، هنا يجب أن أشير إلى أن الصحافة السعودية ليست غافلة أو متجاهلة لما يحدث في الاقتصاد الدولي، ولكن تعاملها ينحصر غالبا في التغطيات الخبرية، مع إتاحة بعض المساحة للرأي والتحليل، وهذا في المحصلة العامة يبقى غير كاف لتتبع المتغيرات الرئيسية العالمية، التي سوف تؤثر علينا دون شك. الاحترافية @ هل ينتظر منك الوسط الصحافي وجوها وأقلاما جديدة؟ أم ستبقيه كما ورثته؟ فيما يتعلق بالكوادر الصحافية الجديدة، هنا يجب الإشارة إلى أن التحدي الحقيقي لأي قائد إداري هو في قدرته على تهيئة البيئة المناسبة لإعداد كوادر جديدة، وهذه تبدأ خطوتها الأولى من طريقة الاختيار والانتقائية باحترافية ومهنية، بعيدا عن التدخلات الشخصية والعاطفية، واختيار الكوادر وإعدادها لتحمل مسؤولياتها مهم جدا ويعد (إضافة رأسمالية) لأصول المنشأة، وإذا أخذنا في الاعتبار ضعف عملية إعداد الموارد البشرية في صناعة الصحافة في السعودية والصحافة الاقتصادية بالذات، لوجدنا أن هذا الموضوع له أهميته الخاصة، لذا فقد وضعته على قائمة الأولويات، والآن، وحتى سابقا، (نصف) جهدي ووقتي يذهب في سبيل (اقتناص الكوادر البشرية)، عبر التحري والمتابعة للإنتاج، وفي الشهر الأول استقطبنا 12 محررا ميدانيا، و3 رسامي كاريكاتير، و15 محررا، وأكثر من 20 كاتبا، إضافة إلى طاقم التحرير القائم، الذي أمامه فرص أكبر للترقي الوظيفي والنمو المهني. وفي طاقم التحرير القائم حاليا هناك كفاءات متميزة، استمرت في عملها، وتميزت بدافع رئيسي وحيد، هو حبها لمهنة الصحافة. الترفيه الليلي @ كيف ترى الصحيفة التي تختلق الإثارة؟ وهل أنت مع هذا الأسلوب؟ (الإثارة الموضوعية) هي التحدي الحقيقي لأي مطبوعة صحافية، ولأي رئيس تحرير، فأن تكون (مثيرا) و(موضوعيا) في الوقت نفسه، فهذا يتطلب مهنية عالية، وهو مؤشر (الإبداع) الحقيقي، لأنه يجمع بين نقيضين، والمزج بين الأضداد والنقائض لتتكامل وتخرج بشيء جديد تحد حقيقي، والإثارة الحقيقية في الصحافة تأتي من القدرة على مفاجأة القارئ بالمعلومة الجديدة الصحيحة، وتعدد الآراء حين عرض المادة الصحافية، التي يفترض في الأساس أن تكون مادة صحافية تهم القارئ مباشرة في البيئة القريبة أو على المستوى الوطني، أو تهمه إنسانيا وحضاريا. أما (الإثارة الرخيصة)، التي تقوم على الابتزاز و(فرقعة) العناوين، وتحويل جهاز التحرير إلى (حاطب ليل)، فهذه أمرها بسيط جدا، وصحافة الإثارة الرخيصة أو (الشعبية) هي مثل (المهرج) في المجالس، يتصدر ليتسلى السمار بحديثه، حيث يترك له المجال، ليحلق في آفاق (النكتة)، حتى لو كان يقدح و(يسب) ويشتم الآخرين، فهنا يتقبل الناس من باب أنه يجوز للمهرج ما لا يجوز للعاقل.. وهكذا هي الصحافة المثيرة الشعبية، إنها تسلي الناس، ولكن لا تحل مشاكلهم، لأن هدفها قصير، ونظرتها ضيقة، وبضاعتها في الغالب استهلاكية سريعة، قابلة للغش. لذا فهي لا تناسبني، ولا أعرف كيف أدير جريدة شعبية، وهو عموما أسلوب لا يناسب مجتمعنا إطلاقا، وحتى كمشروع تجاري هي فاشلة، لأن مجتمعنا لا تتوافر فيه القطاعات الاقتصادية التي تحتاج إلى جمهور الصحافة الشعبية، أي قطاعات (الترفيه الليلي) الأحمر الصاخب. يضاف إلى ذلك أن مجتمعنا مازال في مرحلة التشكل والنمو الاقتصادي والاجتماعي والفكري والنفسي، ولديه احتياجات أساسية وتحديات كبيرة، تتطلب من الصحافة المعالجة الموضوعية، التي تعين (الناس)، وتعين (المسؤول)، والصحافة الحقيقية هي التي تخدم الناس جميعا، فقيرهم وغنيهم، جاهلهم ومتعلمهم، هي الصحافة التي تكون منتدى النخبة المفكرة والمهنية المتخصصة، لمناقشة مشاكل الناس، وتسليط الضوء عليها، واقتراح الحلول لها، فهذه النخبة تدرك المشاكل الآنية والمستقبلية، بعكس بسطاء الناس، الذين لا يدركون سوى (مشاكل خاصة)، وفي بيئتهم الضيقة، لكن النخبة المفكرة ترى المشاكل من فوق، بإطارها الشامل، وبأبعادها المختلفة، وفي تصوري أن اطروحات هذه الفئة، إذا جاءت في سياق المصلحة العامة، ومن خلفية علمية (واعية)، وليس (خبط عشواء)، فأطروحات هذه الفئة تلتقي مع تطلعات الدولة الأساسية، وليس أمامها خطوط حمراء، فالطرح الصادق مع النفس و(الواعي) للاعتبارات الوطنية ليس أمامه أي عوائق، ف (اللياقة) الفكرية العالية والأدب الجم في طرح الآراء والبراعة في الغرف من بحر اللغة الواسع والثري بكل أدبيات الحوار والنقاش هي المؤهلات الطبيعية، لتجاوز الخطوط الحمراء الافتراضية. الحرية @ ما مفاهيم حرية الصحافة، من وجهة نظرك الخاصة؟ هذا الموضوع (فلسفي)، وقد يطول الحديث حوله، وهناك أدبيات واسعة في هذا الموضوع، وهي مرتبطة بالمفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان و(حرية التعبير)، ولكن في مفهومي الخاص أرى أن حرية الصحافة حق أساسي، كلنا متفقون عليه، وفي مجتمعنا هو حق تنطلق ممارسته من اعتبارات عديدة، مثل الصدق مع النفس، ومن اعتبارات الدولة الأساسية، ومن احتياجات الناس الحقيقية، ومن الاستعداد للتضحية، ومن العلم والوعي، وعدم تجاوز الأخلاقيات والأدبيات الأساسية، وطبقا لخلط ومزج هذه المتغيرات تتشكل النظرة لحرية الصحافة، وهي خليط (الموضوعية)، وفي الصحافة (الحرية تبدأ من المصداقية والموضوعية)، وعليك الحساب، ولك حق الفهم والاستجابة. التفكير @ هل تؤيد مقولة ان الإنترنت استطاع تجاوز الخطوط الحمراء في صحافتنا المحلية؟ ربما نحتاج إلى تعريف دقيق لمفاهيم مثل (تجاوز) و(الخطوط الحمراء)، حتى نوحد أرضية الحوار، لكن دعني أقل إن الإنترنت فضاء معرفي خطير، وهذا الفضاء مقبل على تطورات ونقلات، يتوقع أن تحدث تبدلات حقيقية في حياتنا، وفي مفهومنا للمجتمع والدولة والمجتمع العالمي، ورغم أن هذه التبدلات لم تتحدد معالمها بشكل دقيق، وفي أي سياق سوف تمضي، إيجابا أم سلبا، إلا أنها قادمة، وفي بداياتها ستكون مرتعا خصبا لمن يبيع ويشتري، ويتسوق في البضائع والأسواق الرخيصة. أما إذا كنت تقصد ب (الخطوط الحمراء) الأدبيات والأخلاقيات والمحاذير السياسية والاقتصادية، فبدون شك هواة الإنترنت يشكلون فضاءهم الخاص المتمدد في كل الاتجاهات وتجاوزوا خطوط النار، وعموما الإنترنت مازال الكثير مما هو مطروح فيها فاقدا المصداقية والموضوعية. وفي مجتمعاتنا خطورتها أنها توسع دائرة (الثقافة الشفهية)، وهذا له خطورته، لأننا بحاجة إلى أن ننتقل من ثقافة الكلام إلى (ثقافة الفعل) والتفكير العلمي المنهجي. الكفاءة @ هل تؤمنون بدخول الصحافيين من خلال الواسطة؟ مثلها مثل أي مهنة أخرى، الصحافة مفتوحة للشفاعة والواسطة، وهذه حقيقة اجتماعية نتعايش معها، لاعتبارات عديدة، وعموما نتمنى أن يتخلص مجتمعنا من هذه الظاهرة السلبية، التي نشترك فيها جميعا، ولعلنا نتجه بثقافتنا لتكريس قيمة إيجابية في إدارة الموارد البشرية، لكي تكون معايير (الكفاءة) والمهنية والإنتاجية هي المعيار الأساسي، وليس الولاء، أو أي اعتبارات أخرى غير موضوعية. العودة @ هناك أسماء كثيرة تركت بصمات في (الاقتصادية) على فترات، ثم ابتعدت عن الصحيفة لأسباب غير معروفة، فهل أنت مع مبدأ الاستفادة منها مجددا؟ الأسماء التي ابتعدت عن (الاقتصادية) لأسباب كما تقول (غير معروفة)، بالتأكيد أن لها الحق في أن تعود، إذا كانت تستجيب لشيء واحد هو (الكفاءة)، فهذا هو المعيار الحقيقي الذي يطبق على الجميع، ليس في (الاقتصادية)، بل هذا هو أحد الروافد الجديدة والأساسية لثقافة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. الاستثمار @ ماذا ترك الأستاذ محمد التونسي رئيس تحرير (الاقتصادية) سابقا لك في الجريدة؟ * للأمانة أقول إن الأستاذ التونسي ترك الجريدة وفيها مجموعة من الزملاء المحررين والكتاب الذين (يشرفون) المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، ولديهم (عشقهم الخاص) للصحافة، الذي شكل دافعهم الكبير للإبداع والتميز، وبهذا العشق تجاوزوا الكثير، مما ساعدهم في تقديم عمل صحافي جديد في (الاقتصادية). المشاكل @ كيف ترى هيئة الصحافيين حاليا؟ وماذا تتمنى أن تبدأ به؟ هيئة الصحافيين السعوديين جاءت ولدى مهنة الصحافة الكثير من الإشكاليات الأساسية، بالذات عدم وجود خدمات مساندة لتنمية الموارد البشرية، ولكن عموما نحن كصحافيين نثمن قيام الهيئة، وجاءت في سياق تطوير مؤسسات المجتمع المدني، وأمامها الكثير لتنجزه، ولا أتوقع أن تكون لها عصا سحرية، ولكن أتمنى ألا يؤخر عملها عوائق غير موضوعية، وثقتي كبيرة في القائمين على تأسيسها، ويشكرون على جهودهم، وهم أولا وأخيرا (متبرعون) بوقتهم وجهدهم. القناعة @ هل كنت تتوقع خلال فترة قصيرة أن تصبح عضوا في الجمعية العمومية لمؤسسة اليمامة الصحافية؟ نعم.. كان متوقعا أن أدخل الجمعية العمومية لمؤسسة اليمامة الصحافية، وأصبحت عضوا بعد 14 عاما من العمل في الجريدة (متعاونا ومتفرغا)، وأيضا كان متوقعا، لأن الأستاذ تركي السديري وتدعمه مجموعة أساسية كبيرة من أعضاء المؤسسة كانت لديهم القناعة بضرورة تعزيز الجمعية العمومية، ودعمها بأعضاء من جهاز التحرير، والآن ما يقارب 30 عضوا في الجمعية كلهم خلفيتهم ثقافية وإعلامية، وهذا مؤشر استقرار للمؤسسة، ويعطي الثقة في مستقبلها، وهي من المؤسسات الرائدة الآن في صناعة الصحافة المحلية. أعضاء الجمعيات @ في رأيك هل للأعضاء المساهمين في الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحافية أو بعضهم تأثير في تطور الصحيفة؟ وهل يجب أن يكونوا ذوي خلفية إعلامية؟ الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحافية بعضها لديه تأثير على الصحف، ولكن الأغلبية صامتة وغير فاعلة، إما لانشغالاتها، وإما لعدم اهتمامها،وهذا يعوق تطور صناعة الصحافة، والمؤسسات الصحافية لديها الإشكالات الهيكلية السائدة في منشآت القطاع الخاص، فهي تمر بفترة انتقالية، وفي السنوات المقبلة ستكون مشاكل المؤسسات الصحافية أكبر وأعمق، إذا لم يتم تعريضها لعوامل منافسة جديدة تجبرها على تجميع جهودها، ووزارة الثقافة والإعلام يفترض أن تدرس المشاكل الهيكلية الأساسية في المؤسسات الصحافية. أما بخصوص الخلفية الإعلامية للأعضاء، فلا أرى ضرورة أن يكون جميع الأعضاء لهم خلفية إعلامية، بل التنوع ضروري، والمهم هو اهتمام الأعضاء بأداء المؤسسة وحيويتها. الأقسام الغريبة @ هل ترى أن أقسام الإعلام في جامعاتنا استطاعت أن تخرج صحافيين حقيقيين يعرفون كيف يتعاملون مع الحالة الصحافية؟ مع حبي وتقديري الشديدين لجميع الزملاء في أقسام الإعلام ، أود أن أقول بصراحة: إن الأقسام أصبحت (غريبة الوجه واليد واللسان) عن واقع واحتياجات الإعلام ، وهي عموما تنسحب عليها إشكالات التعليم الجامعي في جانب الدراسات الإنسانية، حيث التركيز على (الكم) على حساب (الكيف)، وهنا يأتي دور هيئة الصحافيين مستقبلا، إذ يفترض أن تتبنى برامج لإعادة التأهيل، موجهة لخريجي أقسام الإعلام. الكرسي @ هل رئاستك ل (الاقتصادية) سوف تحد من خروجك في الإجازات الأسبوعية خارج مدينة الرياض مع الأصدقاء؟ من مميزات العمل الصحافي أنه يربطك بكل الناس، لذا نحن على تواصل يومي مع القراء الذين نعتبرهم أصدقاء، وعموما أتمنى أن لا يبعدني عملي عن واجباتي الدينية، بالذات (صلة الرحم)، فهذا الموضوع يؤرّقني كثيرا، وعندما أتذكر (تقصيري) في هذا الجانب أشعر بالمرارة والاكتئاب. أما الأصدقاء فأتمنى ألا يأخذني العمل منهم، لأن الوظيفة محطة عابرة.. والكرسي دوّار. ماذا تقول لهؤلاء؟ تركي السديري.. ما تبذله في سبيل الصحافة السعودية والعاملين فيها يستحق كل الثناء والتقدير، وسوف نرى ثمار ذلك بحول الله مع انطلاقة هيئة الصحفيين. فهد العريفي.. هموم الناس التي تحملها في قلبك وعلى أكتافك واستمرارك في العطاء لهذا الهدف النبيل، محل تقدير الناس والمسؤولين دون شك.. ومتعك الله بالصحة والعافية. يوسف الكويليت.. أستاذ علمني كتابة المقال (الافتتاحي) للجريدة، وأتمنى أن يجمع عينة من إنتاجه في كتاب، وليته مع الأستاذ تركي السديري، يقتنعان بضرورة تجميع جزء من مقالاتهما، التي تحمل مواقف فكرية واجتماعية وسياسية. محمد التونسي.. أدعو له بالتوفيق أينما حط رحاله. عثمان العمير.. أيضا أدعو له بالتوفيق مع مشروعه الجديد. د. عبد الله الجاسر.. الجيل الجديد في الإعلام السعودي يحتاج إلى الدعم في مجال التأهيل وإعادة التدريب، ولعل صديق الجميع الدكتور عبدالله، يتبنى برامج جديدة بهذا الخصوص. محمد الشدي.. ستبقى الثقافة قضية حيوية وأساسية، بالذات في زمن العولمة، والأمن الثقافي من مكونات الأمن القومي. محمد أبا حسين.. أتمنى أن أراك كاتبا أساسيا في الصحافة السعودية.. فلديك الكثير الذي يستحق أن يقال.