اتفق زعماء من افريقيا ودول الكاريبي على تمويل الجهود الرامية لوقف ظاهرة التصحر التي تحمل في طياتها شبح المجاعة. واتفق الثلاثاء زعماء حكومات من عشر دول يحضرون مؤتمر الاممالمتحدة لمكافحة التصحر على أن يكون مرفق البيئة العالمي مصدرها الرئيسي للتمويل. وتأسس المرفق عام 1991 للحفاظ على التنوع الحيوي وتقليل مخاطر التغير المناخي وتنظيف المياه الدولية. ولديه منح بقيمة 500 مليون دولار متاحة خلال السنوات الثلاث القادمة لتمويل مشروعات الحد من تآكل التربة. ويمول مرفق البيئة 34 جهة مانحة معظمها دول صناعية. وهو يقدم المنح لمشروعات يختارها وينفذها البنك الدولي وبرنامج الاممالمتحدة الانمائي ومنظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة. وتقول الاممالمتحدة ان الجفاف والتصحر الناجم أساسا عن ازالة الغابات والافراط في رعي الاغنام والماشية وصلا الى مستويات تنذر بالخطر وتهدد الامن الغذائي بالنسبة لما يزيد على مليار نسمة في مختلف أنحاء العالم يعتمدون على الاراضي الخضراء في الحصول على قوتهم. ويتهدد الخطر في الاغلب أفقر سكان العالم في 100 دولة. وتوجد أكثر الحالات سوءا في الدول الافريقية جنوبي الصحراء الكبرى. وظاهرة التصحر ليست ناجمة عن الاتساع الطبيعي لرقع الصحارى الحالية وانما للتقلص التدريجي في مساحة الاراضي الخضراء في المناطق الجافة نتيجة فقد الطبقة العليا من التربة اما بسبب اساءة الاستخدام أو التغيرات المناخية أو الجفاف أو الفيضانات. وحذر الخبراء في مؤتمر هافانا انه مع وجود ملياري نسمة آخرين على سطح الارض خلال الخمسة والعشرين عاما القادمة فانه يتعين مضاعفة الانتاج الغذائي اعتمادا على مساحات أقل من الاراضي المنزرعة وكميات أقل من المياه. وقالوا انه مع فقد ملايين الافدنة سنويا بسبب التآكل الحاد في التربة تزداد أيضا ندرة المياه بسرعة وان من المتوقع أن يعيش ما يقرب من ثلثي سكان العالم في مناطق تندر فيها المياه بحلول عام 2025. ويقول البعض ان وقف تآكل التربة سيحتاج لما يصل الى 25 مليار دولار.