المزارعون يعتبرونها آمنة , والعلماء يريدون كليها , والصياديون ينصبون لها الشراك , ويقتلونها , فيما السياح ياتون على أمل مشاهدتها وهي تقفز من شجرة الى أخرى. ثمة 14,000 قرد أخضر تعيش على هذه الجزيرة الكاريبية الاستوائية , أي قرد لكل 20 شخصا من السكان , وهي مطلوبة لأسباب تترواح بين القيمة الموضوعة على أذنابها وبين استعمالها لصنع لقاح شلل الأطفال. ويعتقد المؤرخون ان القرود وصلت على متن سفن العبيد من الساحل الغربي لافريقيا في القرن السابع عشر , اما كحيوانات منزلية او كغذاء اما سكان الجزيرة الحاليون فيعتبرونها مصدر ازعاج ينبغي التخلص منه. ويشكو بعض المزراعين من ان القرود تأكل كل شيء تقريبا , وأنهم يغرسون اشجار موز خصيصا لها. وتدفع الحكومة 7,5 دولارا للصيادين مقابل كل ذيل قرد اخضر يحضرونه حيث يعمل حوالي 125 صيادا في هذا البرنامج. وللحصول على المبلغ يتوجب على الصياد ان يحضر قطعة طولها ثلاث بوصات (7,6 سم) من ذيل القرد , ويقطع الصيادون الذيل بكامل طوله عادة ويرمون الجثة. ويدفع مركز ابحاث القرود في باربادوس 25 دولارا مقابل كل قرد حي يؤتى به , ويقول ان المركز يتلقى 1,500 قرد حي سنويا وهي صالحة لإجراء الأبحاث. ولكن المركز يستأصل كلى القرود احيانا لاستخدامها في صنع قاح البوليو. وقد اغضب ذلك جماعات حماية حقوق الحيوانات الا انه حول المركز الى مصدر رئيسي للقاح , حيث ان 70 في المائة من اللقاح في العالم يأتي من قروده. ويبيع المركز حوالي 800 قرد سنويا لمختلف الشركات ومراكز الأبحاث بسعر 1,500 دولار لكل قرد , حسب جان باولو , صاحبة المركز وهي عالمة قرود كندية. وتقول باولو ان العلماء يستعملون خلايا كلى القرود لأنها تتكاثر عدة مرات دون ان تتغاير , ويعني ذلك أن كليتين من القرود الخضراء يمكنها انتاج كمية من لقاح البوليو تفوق كثيرا مايمكن انتاجه من الحيوانات الأخرى. وتضيف باولو: اعتقد انه لا ينبغي تخفيض عدد القرود بل المحافظة على استقراره لأن اصابات البوليو تراجعت بنسبة 95% عالميا منذ العام 1988. قبل سنوات وضع نشطاء حقوق الحيوانات مركز الأبحاث والباربادوس على اللائحة السوداء وعلقوا يا فطات في لندن تدعو الناس الى مقاطعة المستعمرة البريطانية السابقة. الا ان الحملة لم تنجح في ابعاد السياح , وبقيت الجزيرة منتجعا سياحيا لقضاء العطلات عند الأوروبيين , الا ان النشطاء يتابعون الاحتجاج. يقول بير وود , عضو مجموعة (المعاملة الأخلاقية للحيوانات) في نورفولك بفرجينيا , أنه ليس هناك أي عذر , لأخذ هذه الحيوانات من البرية وتعذيبها. ويمكن الاستفادة ماليا ايضا من بيع صغار القرود كحيوانات منزلية , بسعر 75 دولارا أو تصوير السياح مع قرد واحد او اثنين. وتكبر القرود عادة ليصبح طولها 60 سم , وهي تعيش في مجموعات تصل الى حوالي 15 قردا , ولا توجد في الجزيرة وحوش تفترسها , الا ان الكلاب والقوارض الكبيرة قد تقتلها. ويقول روجرى ويلس , وهو أحد صيادي القرود المحليين , إن الاعداد الموجودة تكفي للجميع , وان يعطف على المزارعين الصغار الذين يتعرضون للخسارة بسبب القرود التي تتلف محاصيلهم. ويضيف ويلس:( المزارعون الصغار يحبوننا . إننا لا نريد ان نقضي على القرود , وليس هناك التأكيد احتمال بأن يحدث انقراض).