من المناطق الجاذبة للسياح والزوار التي أنشأت حديثاً هي جزيرة صير بني ياس في العاصمة الاماراتيةأبوظبي والتي تبعد حوالي 170 كيلومتراً غرب أبوظبي وتمتد بطول 5,17 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، وتوجد فيها سلسلة جبال بركانية جرداء يصل ارتفاعها إلى 148 متراً، وتتميز بعمق قاع البحر حولها إذ يصل إلى حوالي 46 قدماً. وكانت تفتقر إلى مصدر طبيعي للمياه الصالحة للشرب ولكن الجهود الحثيثة التي بذلتها حكومة الإمارات أثمرت خيراً حيث تحولت هذه الجزيرة بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من جزيرة جرداء إلى جنة خضراء تحتوي كل أنواع النباتات من أشجار مثمرة وفواكه إلى غابات وأشجار ظلال وزينة تعيش في سمائها الطيور البرية والمهاجرة والمستأنسة وترعى في ربوعها الحيوانات النادرة والسلالات المهددة بالانقراض. وبدأت عمليات تطوير الجزيرة مع حلول عام 1971 وهو العام الذي شهد قيام الاتحاد في الإمارات حيث كانت الجزيرة في الماضي مكاناً يلجأ إليه الغواصون في الإمارات خلال مواسم البحث عن اللؤلؤ في الخليج العربي أما الآن فأصبحت موطناً للحيوانات والطيور ومكان جميل يتجه إليه هواة الرحلات والطبيعة وتعد من أهم المناطق التي تستقطب الزوار من طلبة المدارس والجامعات والوفود الطلابية من دول الخليج للتعرف على أندر أنواع الحيوانات والطيور كذلك يقصدها السياح القادمون من جميع دول العالم. وتقسم جزيرة صير بني ياس إلى ثلاث مناطق، الأولى: حظائر لحفظ الحيوانات في مواقع محددة، الثانية: أماكن لمعيشة البشر فيها بحرية تامة، الثالثة: مراع لأعداد ضخمة من الحيوانات. تضم الجزيرة قرابة 260 غابة مُسيجة تحوي نحو ثلاثة ملايين من الأشجار الحرجية المحلية التي تتحمل الحرارة وشح المياة، ونحو 300 ألف شجرة فاكهة وزيتون وخرنوب وتمر هندي في أكثر من 32 مزرعة ومن أهم أنواع الفاكهة والثمار التي نجحت زراعتها صير بني ياس: التفاح، البرتقال، الحمضيات، الزيتون، اللوز، أشجار النخيل، الليمون الحامض، جريب فروت، العنب، البوملي، الأناناس، الرمان، الباباي، التوت، الخروب، الجوافة، الموز. ويتواجد في جزيرة صير بني ياس، في حدائق وغابات مفتوحة، أكثر من 60 ألف حيوان موزعة على 23 نوعاً من الحيوانات البرية، من بينها بعض الأنواع المهددة بالإنقراض، والتي تم جلبها من مختلف دول العالم، وتوفر تضاريس الجزيرة محميات طبيعية، ومرتعاً آمناً لقطعان الغزلان والمها العربي الأفريقي والزراف واللاما والطهر العربي، كذلك يوجد في الجزيرة حيوانات أخرى تكيفت من الطبيعة والمناخ الجديد وتكاثرت فيه، لعل أبرزها الغزال العربي (الظبي)، والغزال العربي (الدماني) الذي يستوطن شبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة سيناء والبحر الأحمر، وهو يعيش في قطعان صغيرة في السهول أو الأراضي الصخرية، وتمت تربية نحو 500 رأس في البادية ووفرت لها (كما لغيرها من الحيوانات البرية والطيور) الأعلاف والمياه والرعاية البيطرية الجيدة فتكاثرت لتصل إلى حوالي 2000 غزال. وتعيش أيضاً في جزيرة صير بني ياس العديد من الطيور النادرة المستوطنة والمهاجرة، أهمها طائر الحبارى الذي يكتسب أهميته بالنسبة لأبناء منطقة الخليج العربي من هواة الصيد بالصقور كونه يستخدم كطريدة التي تعتبر جزءاً هاماً من تراث الامارات ودول الخليج، بالإضافة إلى طائر النعام الأفريقي، الذي يمت بصلة قربى للنعامة العربية التي انقرضت من البرية.