أعلنت وزارة السياحة الأوغندية أن عدد الغوريلا الجبلية النادرة ارتفع من 700 في عام 2006 إلى نحو 880، واصفةً هذا العدد بأنه "زيادة جديرة بالاهتمام"، وتعيش هذه الغوريلا التي تم اكتشافها عام 1909 في غابات وسط إفريقيا البركانية ويبلغ عددها قرابة ال 800، وقد ساهمت الجهود التي بذلتها المراكز العلمية المختصة كمركز فولكانوز ناشيونال بارك، في حماية هذا الحيوان الثديي الضخم الذي يطلق عليه عملاق الأدغال الأفريقي، والذي يهدده خطر الانقراض برغم تنامي أعداده، كما لعبت السياسات الحكومية لتغيير سلوكيات الأفراد تجاه تلك الحيوانات دوراً بارزاً، في أن تصبح الغوريلا الجبلية مصدر دخل رئيسي للاقتصاد في رواندا، وذلك عبر إيرادات السياحة، الأمر الذي حوّل صيّاديها من أدوات قتل إلى دعاة ينادون بالحفاظ عليها، ويعد مركز أبحاث كاريسوكي في حديقة فولكانوز القومية الرواندية من أهم وأبرز المنشآت العملية المتخصصة في دراسة الغوريلا الجبلية، التي قد يصل عمرها إلى 35 عاماً، والذي كان يتم اصطيادها من أجل لحومها، أو بغرض استخدامها كطُعم لاقتناص حيوانات أخرى، كما تتعرض للقتل بغية بيع أجزاء مختلفة من أعضائها لجامعي المقتنيات، وبينّت الدراسات الحديثة بأن الغوريلا حيوان يميل إلى الانطواء بعكس ما يشاع عنه من كونه ينتمي إلى طائفة الحيوانات العدائية، وإذا جرحت أو أزعجت فإنها يمكن أن تصبح خصماً عنيداً وذلك لقوتها الهائلة، وتعد الغوريلا الجبلية من فصيلة القردة العليا وأكبرها حجماً حيث يصل وزنها إلى أكثر من 500 كيلو جرام، وتتغذى على أوراق الأشجار والتوت تحديداً، كما تقتات كذلك على بعض أوراق النباتات الشوكية، وهناك ثلاثة أنواع معروفة لهذا الحيوان في العالم وهي الأورنج أوتان، والشمبانزي وأصغرها وهو الجيبون، حيث تنقسم الغوريلا من حيث البيئة التي تعيش فيها إلى نوعين: غوريلا السهل التي تعيش في الجابون وزائير والكاميرون، وغوريلا الجبال التي تعيش على ارتفاعات تصل إلى 3500م، وليس للغوريلا أعداء إلا نادراً، ولا يعكر صفو حياتها إلا ذلك الإنسان الذي يأسرها أو يصطادها لمجرد الهواية، أو عقابًا لها على ما تحُدثه من إتلاف للمزروعات، وكذلك الرعاة والمزارعون الذين يقطعون أشجار الغابات فيحرمونها من مسكنها الطبيعي الذي ترتاح إليه، ويتحتم على الغوريلا الدفاع عن صغارها ضد الفهود وغيرها من الحيوانات المفترسة، وتعيش في مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين ال20 الى30، ويظل الصغار بصحبة آبائهم حتى يبلغ عمرها 14 عاماً . ورغم كل الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على تلك الغوريلا من خطر الانقراض، إلا أنها ما زالت تواجه هذا الخطر من خلال أنشطة قطع الأشجار، وإزالة الغابات، والصيد الجائر، والجماعات المتمردة المسلحة، والمجتمعات التي تأكل لحم القرود.