تواجه غابة استوائية في اندونيسيا توازي مساحتها مساحة جزيرة قبرص وتضم عدداً من قردة الأورانغ أوتان المهددة بالانقراض، خطر التدمير قريباً على الرغم من مهلة تعليق رخص إزالة الغابات التي جددتها الحكومة أخيراً. وتتمتع الغابة بجمال يخطف الأنفاس، ففيها أدغال كثيفة تتوزع فيها المستنقعات. وإلى جانب تغريدات العصافير النادرة، يهدر صوت الشلالات. هذه الغابة هي من الغابات البدائية الأخيرة في العالم ولم تطلها بعد يد الإنسان وتعيش فيها أنواع من الحيوانات الأكثر عرضة للانقراض، مثل قردة الأورانغ أوتان الخاصة بسومطرة. وتضم المنطقة التي تقع في إقليم أتشيه في جزيرة سومطرة (شمال غرب) نحو 5800 قرد من هذا النوع من اصل 6600 قرد في البرية. ومع ذلك، تعتزم السلطات تخصيص مليون هكتار من الغابة للاستثمارات المنجمية ولأشجار نخيل الزيت، الأمر الذي يثير استهجان المدافعين عن البيئة. ويقول إيان سينغلتون من برنامج حماية قردة الأورانغ أوتان في سومطرة إن «هذا المشروع يشكل تهديداً كبيراً للحيوانات التي تعيش في الغابة، خصوصاً الأورانغ أوتان والنمور والفيلة». وأعلنت الحكومة المركزية في جاكرتا أنها ستوافق على الخطة في الأسابيع المقبلة، مؤكدة أن ذلك لا يتناقض مع تجميد منح الرخص الجديدة لإزالة الغابات الذي فرض في أيار (مايو) 2011 ومُدّد حتى 2015. وتوضح مديرية الغابات في إقليم أتشيه أن المشروع في هذا الإقليم يقضي بإعادة العمل برخص الاستثمار الصادرة قبل اعتماد التجميد، لا إصدار رخص جديدة. ويقول زينزي سهادي من منظمة «أصدقاء البيئة» إن «الشركات والحكومات المحلية تلجأ إلى كل الوسائل للالتفاف حول» قرار تجميد رخص إزالة الغابات. أما مدير قسم الغابات الإقليمي، حسيني سيامون، فيؤكد أن المساحة التي ستزال هي 200 ألف هكتار، لا مليون كما يدعي المدافعون عن البيئة. ويشير سينغلتون إلى أن الحيوانات في حاجة إلى مساحات شاسعة كي تضمن بقاءها، مشيراً إلى قرد أورانغ أوتان صغير يتأرجح بين الأغصان في ملجأ أنشأه سينغلتون بنفسه في سيبولانغين في شمال سومطرة. وكان هذا القرد الذي سمي «غوكونغ بونتونغ» تيمناً بإله القردة الصيني يعيش في غابة تخضع لحماية رسمية، لكنه عانى كالكثيرين غيره من تداعيات قطع الأشجار. فقد عثر عمال عليه متشبثاً بأمه على الشجرة الوحيدة التي بقيت بعد إزالة الغابة. وكما يجري عادة في هذه الحالة، قرر العمال جني المال بسهولة فأجهزوا على الأم لفصلها عن صغيرها وباعوا الصغير مقابل 10 دولارات لرجل يعمل في حقل نخيل. وتمكن المركز الذي يديره سينغلتون من إنقاذ القرد الصغير في شباط (فبراير) الماضي. ويحذر سينغلتون من تكاثر الحالات المشابهة لحالة غوكونغ إذا أزيلت غابات أخرى وشُقت طرق في الأدغال.