من منا لم يفرح بسماعه خبر انتهاء الخطوات التأسيسية للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. هذه الهيئة ستحمل على عاتقها مسيرة وطن وعلاقة مواطن بوطنه. أكاد أجزم بأن الفساد هو المرض الذي يتفق كل السعوديين على ضرورة تخليص المملكة من شروره. الناس البسطاء يتألمون عندما يرون سطوة الفاسدين مستغلي مناصبهم، وهذا الألم ينعكس على علاقتهم بوطنهم. فالإنسان لا يعيش سعيدا وهو يشعر بالظلم في بيته. الفاسدون هم الذين انتفخت كروشهم وتضخمت ثرواتهم وتغير حالهم ليس بجهدهم، بل عن طريق استغلال مناصبهم. هؤلاء بالتأكيد ليسوا موظفي الدرجات الدنيا، بل هم الكبار الذين فشلت كل الإدارات الرقابية بمختلف مسمياتها في الوصول إليهم، وإذا كنا نتفق على ضرورة استئصال الفاسد الصغير فإننا بالتأكيد نطالب بقوة بل وبسرعة بالهجوم على الفاسدين من الصفوف العليا لأن فسادهم أكثر خطورة وأكبر جرما وأخطر تأثيرا على أمن الوطن وسلامته وعدالته التي تنشدها القيادة الكريمة أيدها الله. لا أدري إن كانت هذه الهيئة ستبدأ بقضايا اليوم وتنسى قضايا الأمس أم أنها ستفتح كل الملفات التي تحوي أسرار تهريب الوقود وترسية مشاريع مبالغ فيها وتقلص مساحات الشواطئ دون مبرر!! بعد عام سنقول كلمة الحق .. ولكم تحياتي. [email protected]