اكد عدد من رجال الاعمال الاجانب انهم يعيدون النظر في استراتيجيتهم في العراق بعد الاعتداء الذي استهدف مقر الاممالمتحدة في بغداد وخلف 23 قتيلا على الاقل. وقال عدد من رجال الاعمال لوكالة فرانس برس انهم يتخوفون من ان يكون الاجانب هدفا لحرب الميليشيات، مشيرين الى ان بعض المستثمرين والتجار انسحبوا من العراق او اعلنوا اعادة النظر في مخططاتهم. ويخشى رجال الاعمال العراقيون من جهتهم ان تترك ردة فعل عالم الاعمال انعكاساتها لا على شركاتهم فحسب بل ايضا على عملية التنمية في البلاد. ويؤكد مدير شركة الكندي جنرال تريدينغ للاستيراد والتصدير رفعت الامين لقد خسرت مالا في ضوء كل ما حصل. ويجلس رفعت الامين (47 عاما) في بهو فندق فلسطين الذي يعتبر احد الاماكن المفضلة في اوساط رجال الاعمال وينظر غير راض الى الكافيتريا الفارغة، بعدما كانت حتى الثلاثاء تستقبل رجالا ونساء يناقشون وسط الانبعاث الكثيف لدخان السجائر العقود والمشاريع. ويقول الامين ان بعض زبائني غادر بعد الاعتداء. ولا توجد ارقام حول حجم الاستثمارات الاجنبية في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. الا ان نزهة في شارع الكرادة في وسط بغداد تؤشر الى حيوية الحركة التجارية التي استؤنفت بعد الحرب. وتزخر المحلات التجارية التي كانت تبيع في الماضي احذية او آجهزة مصنعة محليا بسبب الحصار الذي فرضته الاممالمتحدة على مدى ثلاثة عشر عاما، اليوم بالتجهيزات الاجنبية. وتبيع المحلات ملابس جلدية من صنع تركيا ومصابيح كهربائية من سوريا وتجهيزات منزلية من جنوب شرق آسيا. وساهم قرار التحالف الاميركي البريطاني ازالة الضرائب الجمركية حتى نهاية هذا العام في تشجيع عملية الاستيراد. ويقول تشارلز فورست المحامي في مكتب عراقي ودولي يقوم بتسهيل الاستثمارات في هذا هذا الاقتصاد المتعثر ان الشركات الاجنبية تدرك اهمية الفرص الموجودة في هذا البلد وتقوم باغراقه بالبضائع. ويشير فورست الى ان المكتب الذي يعمل فيه انشىء في العراق منذ ابريل تحت شعار تأمين طريق العمل المحترف الى العراق الجديد. ويسعى المكتب الى العثور على فرص مهنية لكثير كثير من الشركات من بلدان مختلفة. ويقر بان الاعتداء على مقر الاممالمتحدة في بغداد اثار خوف الكثيرين من الزبائن، الا انه يصر على رغبته في البقاء في العراق. ويقول ان الشركات الاجنبية تدرك بان هناك فرصا كبيرة وتعلم جيدا ان الاستثمارات الاهم في الصناعة النفطية ستجعل البلاد اكثر اغراء. في هذا الوقت، تبدي اول مجلة اسبوعية تصدر بالانكليزية صدرت بعد الحرب (بغداد بولتين)، قلقها على مواردها الاعلانية. ويقول احد موظفي المجلة سيب ووكر اننا نعتمد بشكل كبير على الاعلانات التي مصدرها الاجانب. فاذا غادر العديد من الاجانب، لن ينشر احد اعلانات بعد اليوم. وفي بهو فندق فلسطين، يبدو جناح شركة البريد السريع (دي اتش ال) هادئا جدا، في وقت ينتظر البريد الزبائن الذين انخفض عددهم كثيرا. وكان المكان عادة يعج بالزبائن ويعتبر المقياس الحقيقي للنشاط التجاري في المدينة. ويقول مدير عمليات (دي اتش ال) في الفندق محمد بديع اعتقد اننا لن نشعر على الفور بانعكاسات الاعتداء، الا ان المؤشرات بدأت بالظهور. ويضيف خلال بضعة ايام، قد تشهدون تراجعا كبيرا في الحركة.