البداية كانت بلاغا تلقاه العميد منصور السباعي مأمور قسم شرطة الرمل بالاسكندرية من زوجة تدعى فاطمة الزهراء ابراهيم باقتحام شاب ملثم لشقتها وهو يخفي وجهه وراء لفافة من القماش الاسود وقام بتهديدها وزوجها بالقتل اذا لم يخرجا ما معهما من نقود وان تنزع المجوهرات التي في يديها وبعد ان حصل اللص على كل ما يريد وقبل ان ينصرف حاول زوجها الامساك به فقام اللص بطعن زوجها طعنة قوية وقاتلة اسقطته على الارض غارقاً في دمائه واسرع اللص بالهروب قبل ان يمسك به الجيران. وذكرت الزوجة انها اسرعت بنقل زوجها الذي كان ينزف الدماء بغزارة إلى مستشفى الرمل لانقاذه لكنه مات قبل وصوله المستشفى بعد ان فقد الكثير من دمائه.. وذكرت انها لم تشاهد وجه قاتل زوجها ولم تستطع الصراخ لانه كان يهددها بالسكين وانهارت الزوجة بالبكاء وهي تطالب رجال الشرطة بالقبض على قاتل زوجها ونفت وجود أي خلافات او خصومات ثأرية بين زوجها مع أي أحد. وبدأ رجال مباحث الاسكندرية يجرون تحرياتهم حول الواقع لكشف لغز مقتل الموظف العجوز ودلت التحريات على انه رجل طيب القلب ومعروف بعلاقاته الطيبة مع الجيران وانه لا توجد أي مشاكل او خصومات بينه وبين الجيران أو غيرهم ، وانه يقيم وزوجته وحدهما في البيت بعد خلافات نشبت بين القتيل وابنه الوحيد بسبب فشل الابن في الحصول على شهادته الجامعية وتركه الجامعة والجلوس مع اصدقاء السوء حتى ادمن المخدرات وقتها ادرك رجال المباحث ان الجريمة كانت بدافع السرقة.. وان اللص معروف جيداً لاصحاب البيت وانه يعرف الشقة جيداً لانه دخلها بعد منتصف الليل عن طريق باب الشقة وليس من أي نافذة ولا توجد أي اثار عنف او كسر في الباب او النوافذ أي انه دخل الشقة بشكل طبيعي ومن خلال مفتاح.. وتم رفع البصمات الموجودة على بعض جدران وباب الشقة لتحديد هوية من دخل الشقة وكانت المفاجأة ان البصمات هي بصمات ابن القتيل. وقتها بدأ رجال المباحث يبحثون عن ابن القتيل لانه الوحيد الذي يعرف حل لغز جريمة مقتل والده.. ولكن الام نفت ان يكون ابنها هو القاتل حتى تنقذه من الاعدام وادعت ان ابنها اعتذر لوالده ولا يمكن ان يفعل هذه الجريمة البشعة. لكن رجال الشرطة استمروا في البحث عن نبيل كمال طنطاوي حتى تم القبض عليه في شقة احدى الراقصات بمنطقة كرموز بالاسكندرية وتبين انه تزوجها عرفياً وهي التي جعلته يدمن المخدرات. وبمواجهة الابن بالجريمة اجهش بالبكاء واكد انه لا يعرف شيئاً عن الجريمة البشعة ضد والده ولان رجال الشرطة لم يكن لديهم أي دليل ضد الابن خاصة وان وجود بصمات الابن على جدران الشقة امر طبيعي فقد تركوه لكنهم وضعوه تحت مراقبة مستمرة لكشف الجريمة والعثور على دليل يدينه ويكون وسيلة لتقديم الابن القاتل إلى المحاكمة. وعثر رجال المباحث على الدليل حيث تم القبض على الابن القاتل وهو يحاول بيع المجوهرات التي انتزعها من يد والدته تحت تهديد المطواة التي كان يشهرها في وجهها وقتها انهار الابن المتهم واعترف بجريمته تفصيلياً امام محمد الاشعل رئيس نيابة الرمل والذي امر بحبسه 4 ايام على ذمة التحقيق تمهيداً لاحالته إلى محاكمة عاجلة ووجهت له تهم قتل والده عمداً مع سبق الاصرار والترصد والسرقة بالاكراه. وقد التقى مندوب اليوم بالقاهرة مع الابن قاتل والده لمعرفة كيف تحجر قلبه وارتكب هذه الجريمة البشعة في حق والديه والتي انتهت بطعنة قوية مزقت قلب ابيه.. في البداية اكد المتهم وهو يبكي حزنه على ارتكابه هذه الجريمة وانه لم يكن يقصد قتل والده وإنما كان يريد ان يسرقه فقط حتى يوفر النقود لزوجته التي هددته بتقطيع ورقة زواجها العرافية وتركه وحده اذا لم يوفر لها النقود لتشتري المخدرات.. وقتها لم يجد امامه سوى السطو على بيت والده اخفى وجهه خلف قطعة قماش سوداء ووضع مطواة في طيات ملابسه واسرع إلى بيت والده وفتح الباب بمفتاح كان معه وبحذر شديد حتى لا يستيقظ والده لكنه فوجئ بهما يشاهدان التليفزيون.. اشهر المطواة في وجهيهما وهددهما بالقتل اذا اطلقا أي صرخات استغاثة. واضاف القاتل انه استولى على خمسة الاف جنيه كانت بحوزة والده ثم هدد والداه بالمطواة حتى انتزعت كل المجوهرات التي كانت بحوزتها واستولى عليها وحاول الفرار. مضيفا عندما حاولت الهروب فوجئت بوالدي يمسك بي ويحاول الاستغاثة بالجيران فلم اشعر بنفسي الا والمطواة مغروسة في قلبه واسرعت بالهروب بعدها عدت إلى البيت استطلع الأمر فعلمت ان ابي قد مات وقتها تملكني الحزن الشديد عليه. وينهي المتهم كلامه بالندم على ارتكابه الجريمة ويؤكد انه يستحق الموت وان زوجته هي سبب الجريمة.