تفجير شاحنة ملغومة عند مقر الاممالمتحدة في بغداد الثلاثاء أثار مخاوف داخل الولاياتالمتحدة من ان متشددين من انحاء العالم الاسلامي جلبوا معهم تكتيكات جديدة قاتلة الى الساحة العراقية. وقال مسؤولون امريكيون ان مقاتلين اجانب يحاكون تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن يتدفقون على العراق منذ الاطاحة بحركة طالبان في افغانستان عام 2001 والاطاحة بصدام حسين في ابريل من العام الحالي في اطار الحرب التي اعلنتها الولاياتالمتحدة على الارهاب. ومزق تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد بعد يوم واحد من بث قناة تلفزيون العربية لشريط صوتي للمتحدث باسم القاعدة يقول فيه ان اسامة بن لادن والملا عمر على قيد الحياة. وحث الشريط المسلمين على الجهاد ضد القوات الأمريكية في العراق. وقال باتريك لا نج الذي تقاعد في عام 1994 من وكالة مخابرات الدفاع بالبنتاجون "ان ما نواجهه حقا هو مجموعة منظمات تشن حرب مقاومة منظمة ضدنا... اعتقد انه يتعين علينا ان ننظر الى هذا على انه عمل من اعمال الحرب واعتقد اننا سنرى اشياء كثيرة اخرى من هذا القبيل" في محاولة لاقناع العراقيين بأن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لا يمكنها اشاعة الاستقرار في البلاد. ومثل الحملة الناجحة ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان في الثمانينات الذي جلب الشهرة لابن لادن في البداية فان جهود المقاومة العراقية اجتذبت مقاتلين أجانب تدفعهم مشاعر دينية ووطنية جياشة. ويقول خبراء امريكيون ان الدافع هو الكفاح العالمي الذي يمثله ابن لادن الذي تنسب الى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه مسؤولية هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 ضد الولاياتالمتحدة. وقال كينيث كاتزمان خبير الشرق الاوسط بالكونجرس الأمريكي ان بضعة الاف من المتطوعين العرب دخلوا العراق وقال برنامجهم طموح جدا ويشمل مهاجمة الولاياتالمتحدة متى امكن ذلك ومحاولة أضعاف علاقاتها وإنهاء الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة للعراق. والتفجيرات من العلامات المميزة للقوات التي لها علاقة أو تساند تنظيم القاعدة الذي تنسب اليه واشنطن ايضا المسؤولية في تفجيرات سفارتين في شرق افريقيا عام 1998 وهجوم في اكتوبر عام 2000 على المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن اليمني وتفجير مبان سكنية يقيم فيها غربيون في الرياض في 12 مايو ايار عام 2003 . وقال مسؤول دفاع امريكي كبير ان من المشتبه بهم في الهجوم على الاممالمتحدة انصار الاسلام وهو تنظيم حليف للقاعدة مشتبه به في تفجير شاحنة امام السفارة الاردنية في بغداد في السابع من اغسطس الحالي وهو الحادث الذي سقط فيه 17 قتيلا. وقال ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمنطقة الشرق الاوسط في الفترة من عام 1983 الى عام 1989 ان الذين يصفون انفسهم بالمجاهدين في العراق على عكس اسلافهم في افغانستان لا يتمتعون بتأييد خارجي سواء في الاسلحة أو الاموال. وقال "لكن هؤلاء لا يحتاجون الى اعداد كبيرة. اذا كان لديهم الاستعداد لكي يصبحوا مفجرين انتحاريين ومن الواضح ان بعضهم كذلك فانه لا يوجد الكثير الذي يمكن عمله لمنعهم".