قد تبدو الصورة مشهدا في فيلم خيال علمي رديء في الخمسينات حيث ينتشر وحل اخضر قبيح في البحر ويقتل الأسماك ويهدد الأطفال والحيوانات التي تسبح في الماء. ولكن خبراء يقولون أن الصورة قد تتحول إلى حقيقة في البلطيق الذي تحيط به 14 دولة تضم نحو 85 مليون نسمة إذا لم توضع قواعد صارمة ضد تسريب المخلفات السامة إلى هذا البحر. وتفاقم في العقود الأخيرة تفشي الطحالب السامة. ورغم قيود بيئية صارمة فانه ينتظر أن يكون 2003 عاما سيئا بسبب هذه الطحالب الزرقاء الخضراء التي تحمل مادة سامة خطيرة بوجه خاص بالنسبة للأطفال كما أنها تسبب أمراضا جلدية وتنفسية. ويعزى إلى الطحالب أيضا تقلص الثروة السمكية بسبب تعفن زهور الطحالب التي تهبط إلى قاع البحر. ويقول العالم البحري ستيورات طومسون بمنظمة السلام الأخضر أن استنفاذ الأوكسجين في قاع البلطيق احدث أضرارا بأسماك القد لأنها تضع بيضها هناك. كما تطفو هذه الطحالب وخاصة في أواخر يوليو تموز وبداية أغسطس آب بسبب الطقس الدافئ والرياح التي تحمل الأوحال اللزجة إلى السطح من قاع البحر وتدفعها إلى الارخبيل والساحل. قالت لوتا ريوكانن من معهد العلوم البحرية الفنلندي أن الإنسان يسهم في ازدهار الطحالب بسبب تسرب مواد غير معالجة من المزارع ومخلفات مائية من مصايد الأسماك والبيوت. قالت ريوكانن تكاثر الطحالب الخضراء/الزرقاء ظاهرة طبيعية موجودة منذ قرون. ولكن بسبب سرعة تكاثر الطحالب التي تجعل ماء البحار والبحيرات عكرا فإنها خلقت مشكلة أكبر وأصعب. وتقول لجنة حماية بيئة البلطيق البحرية انه في الفترة بين الثلاثينات والثمانينات انخفضت شفافية البلطيق بمقدار ثلاثة إلى أربعة أمتار. قالت ريوكانن أكثر من مليون فنلندي لا تتصل منازلهم بشبكة المجاري.. كما تؤثر في زيادة الطحالب مياه مجاري مدينة سانت بطرسبرج الروسية. وتقول دراسة للجنة أن نحو 660 ألف طن من النيتروجين و28 ألف طن من الفوسفور دخلت البلطيق عام 2000. اغلبها من انهار نيفا ونموناس وفستولا واودر. ولان البلطيق الذي يبلغ متوسط عمقه 55 مترا بالمقارنة مع 3600 متر عمق المحيط الأطلسي فانه أكثر عرضة للتلوث بالمواد التي تتغذى عليها الطحالب.