هز انفجار شديد وسط مدينة القدسالمحتلة مساء أمس الثلاثاء، عندما فجر فدائي نفسه في حافلة اسرائيلية فأسقط 20 قتيلا وحوالي 100 جريح عدد منهم في حال الخطر، في حصيلة غير نهائية أعلنها قسم الطوارئ بجمعية الاسعاف الاسرائيلية (نجمة داوود). وأعلنت كل من حركتي حماس والجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن العملية التي أدانتها السلطة الفلسطينية والبيت الأبيض الأمريكي وردت عليها اسرائيل بتجميد الانسحاب من أربع مدن والمفاوضات. وقال زليغ فينير، الناطق بلسان الاسعاف الاسرائيلي فور وقوع الهجوم إن 14 قتيلا سقطوا قبل أن يرتفع العدد بعد ساعة الى 20 كما أشار أيضا آفي زوحار المسؤول في خدمة الاسعاف الاسرائيلية (زكا). وأكد قائد شرطة القدسالمحتلة مايكل ليفي وقوع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى. وأحصت مصادر الشرطة 18 قتيلا. وكانت الحافلة في طريقها من حائط البراق في البلدة القديمة بالقدسالشرقية إلى الشطر الغربي من المدينة الذي استوطنه اليهود منذ احتلال فلسطين. وكان على متن الحافلة المستهدفة مجموعة من اليهود المتدينين كانوا في زيارة لحائط البراق الذي يطلق عليه اليهود (حائط المبكى) لبكائهم على خطاياهم أمامه. وأفادت تقارير أن منفذ العملية كان متنكرا في زي متدين يهودي واندس وسط اليهود المتدينين. وقام الاطباء ورجال الاسعاف بإجراء عمليات جراحية طارئة لاشخاص بجوار حطام الحافلة فيما طوقت الشرطة منطقة واسعة حول مسرح الانفجار في شارع حاييم بارليف بحي شموئيل هنفيه. ولم يعلن أحد فصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن عملية القدس بشكل رسمي فور وقوعها، لكن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وزعت شريط فيديو في الخليل يحوي صورة ملثم قال إن اسمه رائد عبد الحميد معلنا أنه ينوي تفجير نفسه انتقاما لأحد أعضاء حماس الذين اغتالتهم اسرائيل، فيما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مسؤوليتها بواسطة اتصال هاتفي مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني. وقال متحدث قدم نفسه لمراسل التلفزيون في فلسطينالمحتلة على أنه ناطق باسم سرايا القدس إن بيانا سيصدر عن السرايا لاحقا. وكانت حركة الجهاد الاسلامي قد هددت يوم الخميس الماضي بالانتقام لمقتل أحد كوادرها على أيدي الجيش الاسرائيلي. وعلق عبدالعزيز الرنتيسي (حماس) في تصريحاته عن الحدث قائلا إن عملية القدس تأتي في اطار الرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي لم تتوقف ضد ابناء الشعب الفلسطيني، دون ان تعلن مسؤوليتها عنها. وأضاف قائلا: ان جميع الفصائل الوطنية والاسلامية قالت بوضوح انها سترد على كل جريمة وممارسة ارهابية يقوم بها العدو الصهيوني .. لكن الفصائل مازالت ملتزمة في الهدنة وهذا يعزز الرأي بانها تأتي في اطار الرد (على الاغتيالات) ليس أكثر. وجمدت حكومة ارئيل شارون فورا مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية وانسحابها من 4 مدن بينها أريحا وقلقيلية، كما أعلن الياس زنانيري الناطق باسم وزارة شؤون الامن الفلسطينية التي يرأسها محمد دحلان المفاوض الفلسطيني الأمني مع الاسرائيليين. وقال زنانيري إن اسرائيل ابلغت الجانب الفلسطيني بتجميد المفاوضات وتجميد تسليم اربع مدن الفلسطينية للسلطة الفلسطينية كما تم الغاء اجتماع امني كان مقررا الليلة الماضية. وقال يوني بيليد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد الانفجار: علقنا الانسحاب .. يتعين علينا تقييم الموقف. وكانت خطة الانسحاب من أريحا وقلقيلية محل مفاوضات أمس لنقلهما الى السلطة الفلسطينية وقد صرح وزير الحرب شاؤول موفاز في وقت سابق أمس بأنه ربما يتم تسليم المدينتين للسيطرة الفلسطينية خلال أيام. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس تفجير القدس. وقال للصحفيين إنه عمل فظيع لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني على الاطلاق. وقال انه اعطى تعليماته لوزير الامن باجراء تحقيق. وقال نبيل عمرو وزير الاعلام الفلسطيني في تصريحات صحفية وتلفزيونية: نحن ندين هذه العملية الدموية ضد المدنيين ونخشى ان يكون رد الفعل الاسرائيلي مجددا لحلقة جديدة من العنف. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض شين ماك كورماك: ندين هذا العمل الارهابي بأقوى العبارات الممكنة .. نصلي من أجل الضحايا وعائلات الضحايا. وقبل الهجوم قال الرئيس الامريكي جورج بوش للصحفيين إن الهدوء الناجم عن وقف إطلاق النار تطور إيجابي. لكنه كرر مطالبته للسلطة الفلسطينية بتفكيك المقاومة المسلحة. وقال بوش: حقيقة توقف قتل الناس أمر جيد .. لكن الحل النهائي الذي يمكن أن يتم بسرعة في تقديري هو العثور على أولئك الذين يعتقدون بأن القتل هو أفضل طريقة للتعامل مع المشاكل شديدة الصعوبة في الشرق الاوسط. شاب اسرائيلي مصاب في طريقه الى المستشفى احد المصابين الاسرائيليين على نقالة الاسعاف