أعلنت القيادة الفلسطينية تعليق الجلسة التفاوضية أمس مع الجانب الإسرائيلي التي كانت مقررة أمس في أريحا في الضفة الغربية، في أعقاب استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات إسرائيلية خلال عملية اقتحام مخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة بهدف اعتقال أحد الفلسطينيين. ووفق شهود، فإن مواجهات عنيفة اندلعت في المخيم لدى قيام «وحدات خاصة» في الجيش الإسرائيلي يتخفى أفرادها بالزي المدني، باقتحام منزل وسط المخيم في الرابعة والنصف فجر أمس لاعتقال الشاب يوسف الخطيب (24 سنة)، مضيفين أن الجيش أرسل قوات مساندة أطلقت النيران على المتظاهرين وقتلت ثلاثة شبان منهم: هم روبين زايد، ويونس جمال جحجوح، وجهاد أصلان، كما جرحت 15 آخرين. ولاحظ الشهود أن قناصة من على الأسطح شاركوا في إطلاق النار بغرض القتل والإصابة، في حين قال مصدر طبي إن القتلى أصيبوا برصاص في الصدر، وأن بعض الإصابات نجم عن تعرض المتظاهرين للرصاص المتفجر من نوع «دمدم». وكان لافتاً مشاركة مئات الشبان في المخيم في هذه المواجهات التي وصفت بأنها الأعنف في الضفة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية عام 2005، وهو أمر عزاه مراقبون الى حال اليأس والإحباط السائدة في أوساط الشباب الفلسطيني نتيجة فقدان الأمل وتفشي البطالة والفقر. ودان الفلسطينيون، قيادة وفصائل، ما وصفوه ب «الجريمة النكراء»، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وأعلنت القيادة تعليق المفاوضات مع إسرائيل، معتبرة أن «سلسلة الجرائم الإسرائيلية واستمرار عطاءات الاستيطان يشكلان رسالة واضحة لحقيقة النيات الإسرائيلية تجاه عملية السلام»، مطالبة الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار مساعيها السلمية. كما ندد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي عقب لقائه الرئيس محمود عباس في رام الله، بما جرى في المخيم، وقال إن استمرار استخدام العنف والتوسع الاستيطاني يقللان فرص نجاح محادثات السلام. من جانبها، طالبت حركة «حماس» السلطة بوقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع اسرائيل، محملة الاحتلال الإسرائيلي تبعات هذه الجريمة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية ان الاسرائيليين والفلسطينيين «يشاركون في مفاوضات جادة ومتواصلة».