شيع آلاف الفلسطينيين أمس ثلاثة عناصر من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" استشهدوا في غارة اسرائيلية استهدفتهم الجمعة وسط دعوات بالانتقام. وانطلق موكب التشييع من امام مستشفى الشفاء في غزة الى منازل ذوي الشهداء الثلاثة في شرق غزة وسط هتافات تدعو الى الرد على عملية "الاغتيال". وللمرة الأولى منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، اطلق نار كثيف في الهواء ما ادى الى "اصابة اثنين من المشيعين" بحسب مصادر طبية. وردد المشيعون هتافات "الانتقام الانتقام يا سرايا القدس الرد الرد في تل ابيب"، ودعوا عبر مكبرات الصوت "سرايا القدس وكتائب القسام والوية الناصر وكتائب ابو علي مصطفي وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية لاستئناف العملية الاستشهادية داخل الكيان الصهيوني". وكان الشهداء الثلاثة سقطوا في قصف اسرائيلي استهدف سيارتهم شرق غزة مساء الجمعة. وزعم متحدث عسكري اسرائيلي انهم كانوا يستعدون لاطلاق صواريخ" على (اسرائيل). وقال ان "الثلاثة ينتمون الى خلية مسؤولة عن اطلاق العديد من الصواريخ على اسرائيل من بينها صاروخان سقطا اخيرا على مدينة سديروت" في صحراء النقب الفلسطينية المحتلة 1948. وقالت حركة الجهاد الاسلامي في بيان تلقته "الرياض" امس ان "العدو الصهيوني يتحمل كامل المسؤولية عن هذه الجريمة الجبانة وعن عدوانه المتواصل ضد شعبنا وارضنا، هذا العدوان الذي يلزم كافة فصائل المقاومة بمواجهته والرد عليه بالطريقة المناسبة". واكدت الحركة ان "الرد الحقيقي على هذا العدوان انما يكون بوحدة الصف الفلسطيني واستمرار المقاومة". واضافت "لقد مل شعبنا مواقف السلطة المصرة على الاستمرار في مسلسل ضياع الحقوق وتقديم التنازلات وتكبيل شعبنا ومقاومتنا بمزيد من الخطط والالتزامات الامنية". وقالت الحركة "إن الاحتلال لا يلقي بالاً للدعوات واللقاءات السياسية التي يستغلها للشروع في تصعيد العدوان وارتكاب الجرائم التي تتم بغطاء ودعم الدول التي ترعى هذه اللقاءات التي لا تنتهي إلا على مشاهد القتل واغتصاب الأرض وتنفيذ مخططات التهويد والاستيطان". وطالبت الحركة بضرورة وقف المفاوضات مع الاحتلال قائلة: "لقد آن الأوان لوقف هذا المسلسل الذي أضاع الكثير من انجازات شعبنا وتضحياته، آن الأوان لتتوقف المفاوضات التي ثبت بما لا يقبل الشك تعارضها مع مصالح شعبنا". من جهته، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس" ان "ما حدث في واشنطن من لقاء بين (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس و(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو قد جمل وجه الاحتلال القبيح وغطى جرائمه وتجرأ المحتل الصهيوني على ارتكاب جريمة غزة الاخيرة".-على حد تعبيره- واضاف ان "هذه الجريمة توضح خطورة اي تنسيق او تفاوض او تطبيع مع العدو الصهيوني، اذ ان الخطورة تقع دائما على الشعب الفلسطيني"، مشددا على ان "هذه الجريمة تستوجب بناء موقف فلسطيني موحد في التعامل مع العدو الصهيوني وحماية شعبنا".