مما لاشك فيه ان تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سبب الكثير من المشاكل والاحراجات الجدية لحكومة بوش التي أنفقت المليارات تحت حجة"محاربة الإرهاب" وملاحقة تنظيم القاعدة وإلقاء القبض على أعضائه وكل من يتعاون معهم. الحملة بدأت بعد ضرب القاعدة لأهداف أمريكية في نيويوركوواشنطن بعدة شهور حيث شن العم سام الحرب على أفغانستان وتفرعت بعدها لحملات في الكثير من بلدان العالم خاصة في الشرق الأوسط. ولم تكتف إدارة بوش بالحرب العسكرية بل قامت بتجميد أرصدة كل المؤسسات والأفراد ممن شكت بوجود ولو صلة بسيطة لهم في تمويل تنظيم القاعدة.وبالفعل نسمع بين الفينة والأخرى عن اعتقالات لافراد من شتى جنسيات العالم يتم إلقاء القبض عليهم بتهمة الانتماء أو تمويل القاعدة. المثير للاهتمام الاعلان قبل يومين عن إلقاء القبض على يهودي متهم بالضلوع في محاولة تهريب صواريخ مضادة للطائرات الى داخل الولاياتالمتحدة وبيعها لتنظيم القاعدة. هذه القصة طفت على سطح الاحداث عندما قررت محكمة في ولاية نيوجيرسي الاميركية تمديد توقيف ثلاثة أشخاص اعتقلوا الثلاثاء الثاني عشر من اغسطس الحالي بتهمة محاولة تهريب صاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف إلى الولاياتالمتحدة ( وذلك في اطار مخطط لادخال خمسين صاروخا مماثلا الى الاراضي الاميركية) ، والصاروخ هو من طراز (س أ-18 استريلا) روسي الصنع، ويمكنه إسقاط طائرة ركاب. وقالت مصادر حكومية أميركية إن عملية الاعتقال تمت بالتعاون فيما بين السلطات الاميركية والبريطانية والروسية، وجاءت بعد جهد استغرق عاما كاملا وعن طريق عملية تخفي وتمويه شارك فيها مسؤولون روس تنكروا في هيئة متشددين إسلاميين يحاولون شراء الأسلحة. وقال المدعي العام الأميركي في ولاية نيوجيرسي كريستوفر كريستي إن المتهم الرئيسي في هذه القضية يدعى حكمت لاخاني، وهو مواطن بريطاني من أصل هندي. واعتقل لاخاني في فندق قرب المطار في نيوآرك في نيو جرزي، حيث سافر إلى هناك من أجل استكمال الصفقة التي بلغت قيمتها 85 ألف دولار. وكان المشتري المفترض عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي)، الذي انتحل شخصية (ناشط إسلامي متشدد). ووصف الإدعاء الأميركي لاخاني بأنه تاجر أسلحة من المعجبين بأسامة بن لادن. اما المتهم الثاني، معين الدين أحمد حميد، فيعود الى اصول ماليزية ، وتم إدخاله مؤخرًا في الصفقة وكان يفترض فيه معالجة موضوع غسيل نصف مليون دولار كدفعة أولية لشراء خمسين صاروخا إضافيًا. أما المتهم الثالث، والذي ركزت عليه الصحافة، فهو يهودا أفراهام (76)، وهو يهودي يسكن في حي كوينز في مدينة نيويورك، وتشير التحقيقات الى انه حول دفعة أولى بقيمة 30 ألف دولار من أجل تمويل الصفقة. يهودا أفراهام اليهودي يقطن في مدينة نيويورك ويتعامل بتجارة الماس ، وقام عملاء ال FBI بإلقاء القبض عليه في مكان عمله ، كما قاموا بمصادرة الكثير من الوثائق. وحسبما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (فان يهودا الذي ولد في أفغانستان هو تاجر مجوهرات معروف في نيويورك منذ عشرات السنين). ويصفه المقربون منه بأنه (شخص غريب الاطوار ، يُكثرمن الصلوات وحياته الاجتماعية محدودة). وقال جدعون ابن يهودا (عملية الاعتقال امر غريب ، أبي شخص مسالم ، أنا متأكد أنه لا يعلم بنوعية الصفقة التي شارك فيها ومن المؤكد أنه لا يدري ان هذه الصفقة لها علاقة بتنظيمات إسلامية متطرفة). إسرائيل التزمت الصمت رسميا ولم تعلق على اعتقال اليهودي ، بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية اكتفت بالقول "إن يهودا الذي يحب إسرائيل كثيرا قد وقع ضحية للإرهابيين الذين استغلوا طيبته من أجل تمويل شراء الصواريخ". بيد ان بعض المصادر الأمنية في إسرائيل اعتبرت (ظاهرة تورط يهود في عمليات أو صفقات مهما كانت من أجل دعم التنظيمات الارهابية هو أمر خطير، يؤسفنا ان نرى أن يهودا ومن أجل المال مستعدون أن يساهموا في دعم الإرهاب لضرب الشعوب الديمقراطية). والسؤال الذي لا بد منه: هل تشير قضية يهودا إلى ضلوع اليهود وجهات إسرائيلية أخرى في عمليات إرهابية مثل أحداث الثلاثاء الدامي في الحادي عشر من سبتمبر 2000 ؟ ... الأيام القادمة، ستكشف الكثير من الحقائق، إن اراد الأميركيون ذلك؟ اليهودي يهودا إفرام.. وراء التهريب أحد المتهمين يغادر المحكمة