بعد بداية عاصفة قالت المؤسسة الامريكية التي اعطتها سلطة الاحتلال التي تنفذ السياسة الامريكية لاحداث تغيير جذري في المنطقة دورا بارزا في اعادة صياغة نظام التعليم في العراق والذي باعتراف الامريكيين انفسهم انهم كان في وقت من الاوقات من افضل نظم التعليم في العالم العربي. وقالت تشاريتو كروفانت رئيسة مؤسسة كرييتف اسوسييتس انترناشيونال وهي مؤسسة استشارية مقرها واشنطن فازت بعقد تعليم رئيسي في العراق كانت البداية صعبة.. وفيما يتعلق بمدى صعوبتها ... فاننا محظوظون لان ذلك اصبح يرجع الى الماضي. وفي وقت سابق قالت كروفانت ان التنسيق كان صعبا بين وزارات الحكومة الامريكية التي توجه جهود ما تسميه واشنطن اعادة الاعمار وان الاتصالات كانت صعبة في انحاء البلاد. وقالت كروفانت في مقابلة مع رويترز اننا نشعر براحة اكبر الان ازاء جهود التنسيق بين الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ووزارتي الدفاع والخارجية الامريكيتين. وواجهت المؤسسة مشاكل في الحصول على تأشيرات للعاملين ومشاكل امنية واصطدمت بالروتين في محاولتها اعادة بناء نظام تعليمي كانت امريكا نفسها وراء تدميره خلال السنوات العشر الماضية . وتعين على المؤسسة العمل من البداية لجمع سجلات المدارس لان قوات الاحتلال سمحت بنهب وزارة التعليم واحراق كل محتوياتها اثناء الحرب وتم تدمير نظم الكمبيوتر فيما يبدو خطة مدروسة للقضاء على كل شيء ثم البناء من جديد وفق سياسة واستراتيجية مبرمجة سلفا. وبعد ثلاثة اشهر انتهت الشركة من وضع قائمة تضم اكثر من 3785 مدرسة ثانوية في انحاء العراق باستثناء منطقتين وصفتا بأنهما بالغتا الخطورة. وأظهر المسح ان المدارس في اوضاع متباينة من الحاجة للاصلاح وتعاني من اهمال النظام السابق وبعض الاضرار نتيجة للغزو الامريكي البريطاني واعمال النهب الواسعة النطاق التي اعقبت ذلك تحت سمع وبصر الجيش الغازي. وتمثل الفتيات نسبة 3ر38 في المئة من العدد الاجمالى للتلاميذ وتأمل مؤسسة كرييتف في تعزيز نسبة الالتحاق من خلال برنامج تعليم متسارع يستهدف الفتيات بوجه خاص. وقالت كروفانت التي ولدت في بوليفيا والتي اسست مؤسسة كرييتف في عام 1977 ان القائمة أظهرت ان العديد من المدارس على سبيل المثال تفتقر الى منشات الدراسة الاساسية. واضافت لا يمكن ان يتوقع المرء من فتيات صغيرات ان يذهبن الى المدرسة اذا لم تعالج هذه المسألة. وتأمل المؤسسة في فتح جميع المدارس بحلول اكتوبر تشرين الاول وقامت بشراء ادوات دراسية تكفي 2ر1 مليون طالب استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد. وكان العثور على مخازن امنة مصدر مشكلة حقيقية للمؤسسة. وتواجه المؤسسة تحديا لكسب ثقة العراقيين الذين يشك كثيرون منهم في النوايا الحقيقية للغزو الامريكي. وساعد تقديم منح صغيرة لاعادة بناء المدارس في الفوز بتأييد عراقيين. وقالت كروفانت هذه المنح قد تبدو صغيرة لكن تقديم 20 الف دولار في مجتمع تعرض للاهمال فترات طويلة يوحد صفوف القيادات المحلية. وسيتم اقرار اكثر من 200 منحة تزيد قيمتها على اربعة ملايين دولار بحلول نهاية اغسطس اب الحالي. ونأت مؤسسة كرييتف بنفسها عن المهمة الحساسة لمراجعة الكتب الدراسية وتجريدها من لغة حزب البعث. وكلف بهذه المهمة وكالات تابعة للامم المتحدة ستقوم بتخليص هذه الكتب من اللغة الموالية لصدام لكنها ستعهد بمهمة اعادة صياغة كتب الدراسة الى وزارة تعليم عراقية جديدة. وقالت المؤسسة انها سيتوفر لديها عدد كاف من المدرسين في اكتوبر تشرين الاول وتشعر بالراحة لانها لم تضطر الى التعامل مع البعثيين المتشددين. وقال ديك ماكول المسؤول في مؤسسة كرييتف ان السكان المحليين قاموا بهذه المهمة وطردوا البعثيين. ومن الانجازات الاخرى التي تحققت حتى الآن زيادة رواتب المدرسين من المستوى السابق على الحرب عند خمسة الى ست دولارات في الشهر الى نحو 20 دولارا واعداد امتحانات اخر العام في معظم المناطق.