عقدت بنادي الطائف الادبي الاربعاء الماضي امسية قصصية للقاصين عبدالحفيظ الشمري وخالد الخضري حيث ادار الامسية محمد قاري ويعتقد الكثير من المهتمين بالامسيات ان القصة لا تحظى بنصيب وافر من الجمهور فما زالت الأمسيات القصصية تلاقي الكثير من المعارضة لاسيما أن القصة في نظرهم لابد أن تُقرأ ولا تسمع ليندمج القارئ معها ولكن الأمسية القصصية هذه رسم لها شكل آخر كحل وسيط لإشكالية تلقي القصة هو أن يقدم القاص ما لديه من نصوص ويتقدم ناقد ليزيل العتمة بين القاص والجمهور ويقول رأيه في النصوص حيث كان يتولى هذه المسئولية فالقصاصان هما : خالد الخضري وعبد الحفيظ الشمري والناقد:حسين بافقيه وساعده في هذه المهمة عريف الامسية الذي أضفى عليها جوا من روح الدعابة الممزوجة بفن إدارة الحوار بين القاصين اللذين تبادلا طرح ما في جعبتيهما للجمهور الذي رضي بالحل الوسطي منتظرًا تدخل "الناقد". ألقيت خمس قصص اثنتان للشمري وثلاث للخضري إحداها من قصص الأطفال واتفق مع الجمهور على ترشيح عنوان لها . (2) دور النقد كان من ضيف قادم من خارج الطائف وتلقينا نبأ محاولته الاعتذار عن حضور الأمسية قبل عدة أيام لكن النادي الأدبي أصر على تواجده من خلال رئيسه : علي العبادي الذي أقنعه بألا حرج في النقد الموضوعي وفق المعايير الفنية لأي خلل كان. وطرح الناقد:حسين بافقيه ورقته التأملية بمقدمة عن دور الناقد في الأدب على مر العصور وعن دوره كوسيط بين القاص والمتلقي وأنه لابد أن يتصف بالحيادية تحت ظل الأمانة العلمية والثقة التي أسندت إليه, بعدها تعرض للنصوص المقدمة حيث قصتا عبد الحفيظ الشمري والذي ظهرت لديه براعة لفظية من خلال توظيف الصور الجمالية كالاستعارات والكنايات وغيرها من عناصر المضمون الشكلي فقط دون التعمق في نسج الروح الفنية للقصة الحقيقية , فالقصة تعتمد على اقتناص اللحظات الشعورية في الحياة اليومية وتصويرها بطرق مختلفة وهنا يحصل التمايز بين كتاب فن القصة في الوصول بالمتلقي إلى هزة الطرب عندما يلامس الأوتار الفنية لمشاعره التي طرحها . وأما القاص خالد الخضري فلدية العديد من التجارب القصصية السابقة ذات الجودة الفنية الراقية أما قصتاه لهذه الامسية فقد اعتراهما بعض التراخي الفني لأصول القصة القصيرة , فلا مجال للصدفة في توالي الحدث القصصي بل لابد من وجود مبرر تقني فمثلا لماذا أمات الزوج بالصدفة في قصة " حرية قفص " ؟ . فيجب عدم السرعة في الوصول إلى نتاج إبداعي مميز عند الخضري فالقصة هي مرآة لما في نفوسنا من لحظات . بعد تناول النصوص تشكل قالب جديد للفهم عند الجمهور الذي شارك بعدة مداخلات كانت تحت متابعة من مدير الأمسية الذي اقتنص المشاركين محاولا استفزازهم لتفعيل اللقاء بالفائدة والإثراء اذ تقدم. الدكتور:عالي القرشي بسؤالين الأول للقاصين وهو هل أثر الواقع العربي على النصوص الانهزامية لدى القاصين ؟ الثاني للناقد الذي وحّد بين الأوتار الفنية عند المتلقي وعند الأديب فلكل إنسان طريقة مختلفة للتعبير فيما يبدو من وجهة نظري . د.عائض الزهراني سؤال للناقد ألا يستحسن تقديم نموذج لقصة قصيرة متكاملة العناصر من الأدب أمام الجمهور لوضع الإطار النموذجي للقصة لديه. وكانت هذه الاسئلة محط اهتمام من القاصين فقال الشمري لاشك ان الواقع العربي له تأثير كبير على المبدع لانه وليد امته ولا يمكن الانسلاخ منها، ولكن المبدع الحقيقي عليه ان يتجاوز العقبات التي تعترض الواقع المعيشي، اما تسمية النصوص بالانهزامية فتحتاج لوقفة تأمل، لانه من غير المقبول ان يوصم كل نص بالانهزامية لمجرد قراءة عابرة، اما الخضري فقال ان الواقع العربي يحيط بنا من كل جانب ووسائل الاعلام تنقلنا من مكان لآخر ولذلك فالمبدع لابد ان يعرف كيف تقتنص لحظة الحدث الحقيقية لا ان يكون مجالا للتأثر بما حوله.