مع تنامى دور الصناعات الهيدروكربونية في المملكة خلال العقدين الماضيين ، بلغ نصيب المملكة من اجمالى الانتاج العالمى من البتروكيماويات مايقارب 7 فى المائة ومن المتوقع ان تزداد هذه النسبة خلال السنوات القادمة بشكل مطرد . وتسهم الصناعات الهيدروكربونية (البترول والغاز) فى تفعيل دورالاقتصادالوطني من خلال دورها فى دعم ورفع مستوى الصادرات و تطوير اجمالى الناتج الوطنى وجذب رؤوس الاموال المحلية والعالمية وايجاد فرص العمل للمواطنين .وانسجاما مع هذا الطرح، عمدت المملكة مؤخرا الى اجراء تخصيص كميات كبيرة من الغاز ومنتجاته الناتجة من مشروعات ارامكو السعودية الحالية والمستقبلية لعدد من المشروعات الصناعية فى المملكة وصلت في مجملها الى 10 مشاريع ، بقصد العمل على تشجيع الاستثمارات السعودية والعالمية فى مشاريع ضخمة من المفترض ان تنتج كميات كبيرة من المنتجات البتروكيماوية والمعدنية تقدر ب 18 مليون طن مترى سنويا وهو ما يمثل زيادة فى كمية ونوعية مستويات الانتاج الحالية من المواد البتروكيماوية والمعدنية فى المملكة . من المفترض أن تشكل منتجات هذه المشروعات قاعدة لصناعات تحويلية اخرى كصناعة المواد البلاستيكية بمختلف انواعها والسجاد والعوازل والمذيبات الصناعية والاسمدة بالاضافة الى صناعات معدنية مختلفة. الشيء الذي سيؤدي الى تعزيز مكانة المملكة العالمية فى صناعة البتروكيماويات والاسمدة والمعادن علما بأن بعض هذه المنتجات سوف تصنع لاول مرة فى المملكة . وقدرت المملكة اجمالى الاستثمارات الناتجة عن التخصيصات الجديدة من كميات الغاز ومنتجاته من مشروعات ارامكو لعدد من المشروعات الصناعية بالمملكة بنحو 75 بليون ريال سعودى او ما يساوى20بليون دولار امريكى كما ستوفر هذه المشروعات حوالى 12 الف وظيفة مباشرة وعددا اكبر من الوظائف غير المباشرة في الفترة ما بين الاعوام 2006 الى 2009م 0 وستسهم هذه المشروعات الكبرى فى تنمية الاقتصاد الوطني وذلك من خلال اقبال المستثمرين المحليين والعالميين على الاستثمار فى المملكة ولما توفره من بيئة مناسبة وميزة تنافسية فى هذا المجال لقد تم خلال السنوات الاربع الماضية تخصيص كميات كبيرة من الغاز ومنتجاته من مشروعات ارامكو السعودية لتنفيذ 19 مشروعا تقدر استثماراتها ب 26 بليون ريال سعودى او ما يعادل سبعة بلايين دولار امريكى . وانطلاقا من مبادرة ارامكو السعودية التي اطلقتها قبل نحو عام الهادفة لترسيخ الوعى باهمية مفهوم الابتكار وحماية الملكية الفردية بين موظفيها وتحفيز الموظفين على تقديم وتطوير وسائل واساليب تقنية وادراية جديدة مبتكرة بما يعزز قدرة الشركة على المحافظة على موقعها الاستراتيجى الرائد فى صناعة الطاقة العالمية ، فقد ترجمت الشركة هذا المفهوم من ما قامت به مؤخرا بالترخيص لاستغلال تقنية جديدة ودقيقة جدا طورتها فى مركز الابحاث والتطوير التابع لها فى الظهران والتي تتمثل فى القدرة على تحديد خصائص التكوينات الصخرية فى باطن الارض لتعزيز وسائل التقويم المعتمدة لمعرفة الجدوى الاقتصادية من استخراج المواد الهيدروكربونية من المكامن موضع الدراسة . وقد حصلت على الترخيص المذكور شركة(همبل انسترومنتس اوف تكساس) فى الولاياتالمتحدةالامريكية لتسويق تلك التكنولوجيا تجاريا مما يعد منحنى جديدا فى سياسة الشركة نحو مزيد من الاستفادة من ممتلكاتها الفكرية. وبموجب الترخيص الممنوح من قبل ارامكو السعودية قامت الشركة المذكورة باستغلال التقنية الجديدة من خلال تصميم وصناعة جهاز (مؤشر انتاجية الزيت بالتكسير الحراري) والتقنيات المرتبطة بها وطرحها بالاسواق العالمية علما بان التقنية المبتكرة تساهم فى تقديم تقويم مستقل لقدرة المكامن على انتاج الزيت بالاضافة الى التخفيض فى التكاليف . وتعتمد معظم الطرق التقليدية السابقة لتحديد خصائص المكامن فى صناعة الزيت على اساليب غير مباشرة تتمثل فى جمع العديد من البيانات عن صخور الطبقات الجوفية وذلك بانزال ادوات اسطوانية داخل البئر.