الذين ينتقدون تفشي المحاباة والمحسوبية عندنا هنا في الهند يمكنهم ان يتلقوا (دشا باردا) من الولاياتالمتحدةالامريكية نموذج الديمقراطية الاعظم. حيث تضرب المحسوبية وتوظيف الاقارب في اعلى المناصب اطنابها. فادارة الرئيس بوش فتحت الباب واسعا لتزدهر غابة كثيفة من المحاسيب والابناء والاقارب والقريبات والاحفاد والارامل وهلم جرا في مراكز السلطة بدرجة تجعل هذا البلد يستحق ان يطلق عليه ام المحسوبية بلا منازع. فعائلات كنيدي وبوش وغور وابناء حكام الولايات واعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ اسماء مألوفة في مناصب الدولة. وهناك العديد من الامثلة لا تخطأها العين. وحتى لا نتحامل عليهم فهم مثل السياسيين الهنود هنا من اجل ان يصلوا الى تلك المناصب عليهم ان يتصعدوا اليها من خلال صناديق الاقتراع.وصلاتهم الاسرية هي التي تدفع بهم ليكونوا في المقدمة.فهم الاكثر شهرة نتيجة ما يربطهم من زيجات وقرابات اسرية ولا يتميزون بأي افضلية بما لديهم من قدرات تؤهلهم للفوز عبر صناديق الاقتراع سوى ان اقاربهم سياسيون من الطراز الاول. تحت الادارة الحالية تفشت محسوبية الاقارب لتصل الى الوظائف الحكومية التي لا يتطلب الوصول اليها من خلال صناديق الاقتراع.ولنبدأ بوزير الخارجية كولين باول الذي اسندت لابنه ميشيل باول رئاسة مجلس ادارة هيئة الاتصالات الفدرالية الواسعة النفوذ. ثم اليزبث شيني ابنة ديك شيني نائب الرئيس التي اصبحت وكيلا مساعدا لوزير الخارجية وزوجها قنصل اول في مكتب الميزانية والادارة. ايضا النواب الجمهوريون كزملائهم في الادارة ليسوا بمنأى عن هذه الوظائف العائلية. فايلين شاو زوجة السناتور ميتش ماكونيل وزيرة العمل. وكبير محاميها هو يوجين اسكاليا ابن قاضي المحكمة العليا انطونين اسكاليا الذي كان احد اعضاء الفريق القضائي الذي كرس جورج بوش رئيسا في تلك القضية الانتخابية الشهيرة(في ذلك الوقت ايضا كانت ابنة كبير القضاة وليام رينكويست تعمل في وزارة الصحة والخدمات الانسانية).كما ان استروم ثورموند الابن ابن السنتور استروم ثورموند كان قد عين مدعيا عاما عن كارولينا الجنوبية. هذه الظاهرة لا تنحصر على مستوى الادارة فقط. وانما منتشرة عبر الولايات حيث يتصعد الاخوان والاخوات والابناء والبنات والزوجات والارامل لتولي المناصب ممثلين لاكبر ديمقراطية في العالم. احد افضل واشهر هذه الامثلة المعروفة نجده في فلوريدا حيث يتولى جيب بوش شقيق الرئيس بوش منصب حاكم الولاية وكان والدهما رئيس امريكا ولكن الاقل منه شهرة حاكم ماساشوتز ميت رومني ابن حاكم ميتشيغان السابق جورج رومني.وفي نيوهامشير نجد ابنا آخر من سلالة الحاكمين هو جون سونونو يفوز باحد المقاعد في اركنساس بينما خسر تيم هتشينسون أخ آسا هتشينسون العضو السابق في الكونجرس مقعده لصالح مارك بريور ابن حاكم اركنساس السابق وعضو مجلس الشيوخ ديفد بريور. هناك ايضا احفاد اعضاء اخرين في الكونجرس بينهم زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي التي شغل والدها لخمس دورات متتالية مقعد ماريلاند في الكونجرس وعضو الكونجرس عن كاليفورنيا لوسيللي رويبال ألارد الذي احتل نفس المقعد الذي كان يشغله والده. بعض الامريكيين الذين يدافعون عن هذا النوع من محاباة الاقارب يدفعون بانها ظاهرة مألوفة في الولاياتالمتحدةالامريكية على مدى السنين وانها لم تشكل أي تأثير سلبي على سمعة امريكا كبلد لاتاحة الفرص التنافسية الواسعة. وخلف العائلات لبعضها البعض جيلا بعد جيل ظاهرة شائعة في قطاع الاعمال الامريكي (فورد وروكفيلر وغيرهم ) وفي حقل السينما (جين وبيتر فوندا ،ميشيل دوجلاس وغوينيث بالتروف واخرين) ان محسوبية الاقارب موضوع مشوق ومثير في بلد يسوق نفسه على انه معقل الديمقراطية والنزاهة والشفافية ويستطيع المرء ان يعرف الكثير عنه من كتاب تحت الطبع بعنوان (في مدح وتمجيد المحسوبية In Praise of Nepotism ) لمؤلفه ادم بيللو ابن ساول بيللو الحائز على جائزة نوبل. ديك تشيني - كولن باول - هيلاري كلينتون